للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسمّاة بـ "الجمالين على الجلالين"، وسماها بـ "الكمالين"، وصل فيها إلى قوله تعالى فِى أوائل سورة آل عمران: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، فجاءت في نحو ثلاثين كراسة، فتوفى ولم يكملها، ومن تآليفه: "حاشية على رسالة وحدة الوجود"، و"رسالة في الإعلام بالتكبي"، و"رسالة في الأضحية"، و"رسالة في معنى لا إله إلا الله"، و"حاشية في الاستعارا "، جعلها محاكمات بين العصام، والملوى، و"رسالة صغيرة في توحيد الأفعال وبيان معنى الكسب"، و"رسالة في مسئلتين لغويتين"، وقعتا في "القاموس": الأولى في قولهم: السرور توقيع جائز، والثانية في بيان العشر في ظمأ الإبل، هو اليوم التاسع أو الثامن، انظر الأوقيانوس، وغير ذلك من حواش وتعليقات على هوامش الكتب، تتضمّن حلّ إشكالات ودقائق عويصات.

وكان له شعر قليل متوسط، وأما تآليفه فجرى فيها مجرى التحقيق والتدقيق، وانتفع به الطلبة، وكان له جاعة ملازمون لدروسه، ولا تبطل القراءة عنده في جميع أيام الأسبوع، فيقرئ الدروس في سائر الفنون من العلوم خاصة وعامة، حديثًا، وتفسيرًا، وكلامًا، وفمَهًا، ونحوًا، وتصوّفًا، وأدبًا، ومعاني، وبيان، وغير ذلك.

ومع هذا كانت له يد طولى في علم الحقيقة، حتى إنه كان يقرئ "الفتوحات المكية"، وشراح "فصوص الحكم"، وغير ذلك من كتب الحقيقة، وكان يقيم الذكر ليلة الثلاثاء، وليلة الجمعة، وكان يحصل له في حال الذكر وجد وهيمان، وكان له ولوع في الذكر وشغف، وفي آخر أمره حصل له إقبال تام من الوزراء والقضاة والحكّام وسائر الخاص والعام، واشتهر صيته في البلاد، وأقبلت عليه الناس، وحصل له إجلال وتوقير زائد، خصوصًا من الوفاد، وفاد كرمان جمع وافد لدمشق واعتقدته لعالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>