يشير بهذا البيت إلى أن الشيخ المترجم كان قبل وفاته عازمًا على زيارة بيت المقدس، فعاقته. المنية عن نيل هذه الأمنية، فلذلك ذكر الراثي ذلك، ثم قال:
لئن غدوت عن الأبصار مرتحلًا … فإن مأواك منى القلب والفكر
آسى عليك على علمي بأنك في … دار الكرامة لا بأس ولا ضرر
لكنما جذبات الطبع تغلبنى … على الأسى فيكاد القلب ينفطر
يا روضة أينعت بالفضل ثم ذوت … أفنانها قبل أن يستكمل الثمر
لم يبلغ السن منك الأربعين وقد … سارت علومك في الأقطار تنتشر
مصنفات وتحقيقات أسئلة … من العلوم لها الألباب تنبهر
كم قد كشفت قناعًا عن غوامض في … فهم النحارير عن إدراكها قصر
هذي مآثرك الحسنى مخلدة … والعين إن فقدت لا يفقد الأثر
منها:
أبكيك ما طلعت شمس وما غربت … وأسود جنح ظلام وانجلى سحر
أبكيك ما نحبتك الصحف حين جرى … في وجنة الطرس دمع النقس ينحدر
أبكيد ما صرّت الأقلام شكية … إلام فقدك والمقدور مستطر
أقمت مأتم أحزاني وسرت إلى … أفراح دار نعيم ليس يندثر
وجئت مولاك مشتاقًا إليه ويا … طوبى لمن سره من ريه النظر
فأهنأ بعيشك في أكناف ربك لا … خوف عليك لديه لا ولا حذر
سقتك من صيب الرضوان وأدقة، .. ينهل شؤبوبها والعفو ينهمر
ما قال داعي الرضى فيما يؤرخه … دار النعيم لعمرى قد حوى عمر
* * *