وكانت له محبرتان في مكتب المدرسة، أولاهما للمدرسة، وثانيتهما لذاته، فإذا يكتب ورقة إلى بيته أو مذكرة من حياته، فلا يكتب إلا بمحبرته، ولا إلا على قرطاسه، وإذا رجل أقبل إليه لأن يقابله في أوقات المدرسة لا يتوجّه بوجهه إليه، يتصوّره خيانة للمدرسة، وكان يواظب هو على قوانين المدرسة كلّ المواظبة، ويأمر به غيره متاكّيدا، مما يدل على ذلك أن الشيخ محمد إبراهيم ابن أخت العلامة الكبير رشيد أحمد الكنكوهى ذهب بابنه إلى مظاهر العلوم للالتحاق، ولا تسمح أصول المدرسة بإجراء إمداده، فلذا كتب على الطلب: ليس مسموحا بالدخول نظرا لأصولها، فأرسل الشيخ خليل أحمد السهارنبوري إليه خمس روبيات عاجلا، يقول: أعطها إلى المدرسة، وأدخله فيها، سأعطي إلى المدرسة نفقة طعام كلّ شهر.
كان قد جعله الله جامعا بين العلم والعمل، وماهرا في الفرائض، وسذاجة الروج والبال للغاية، يعيش عيش الزهد والتقشّف، لم تُر حلّة قشيبة فاخرة على جسمه قطّ، حتى لا يشهد ملبسه وهيئته بأنه عميد مظاهر العلوم، فسافر مرة إلى مدينة "دهره دون" لأمر قضائي، فنودي للحضور أمام المحكمة: رئيس مدرسة مظاهر العلوم، فجاء إلى القاضي، فقال القاضي غاضبا: نودى رئيس المدرسة، لا حارس، فقال له من يعرفونه: هو الرئيس المولوى عنايت إلهي، فتعخب القاضي، وقال: إن مديرها يعيش حياة الخشونة والسذاجة هكذا.
كان طويل الباع فى الحساب، فقد كان ولي حساب نفقات بناء مبانيها، وكان مسؤولوها أيضا يعترفون له بهذه الخدمات برحب صدورهم، كما سُجّل في التقرير لمظاهر العلوم:
إن خدمة المولوي عنايت إلهي وفعاليته تليق بالثناء، فقد أصاب في وظيفته كلّ الإصابة، وعدّل حساب البناء حقًّا، وكان يحضر المدرسة على