للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعظمية في "صالحية دمشق"، وكان وافر الحرمة، فارسا، شجاعا، كثيرا ما كان يركب وحده لقتال الفرنج، ثم تتلاحق به المماليك والجنود، وكان يجامل أخاه الكامل صاحب "مصر"، فيخطب له في "بلاد الشام"، ولا يذكر اسمه معه، ولم يكن يركب بالمواكب السلطانية ازدراء لها، وكان عالما بفقه الحنفية، والعربية.

قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": قد ذكر ابن الأثير الجزرى وفاته في "الكامل" في حوادث سنة ٦٢٤ هـ، وقال: كان عالما بعدّة علوم، فاضلا، فيها، منها: الفقه على مذهب أبي حنيفة، فإنه كان قد اشتغل به كثيرا، وصار من المتميّزين فيه، ومنها: علم النحو، فإنه اشتغل به أيضا اشتغالا زائدا، وصار فيه فاضلا، وكذلك اللغة وغيره، وكان قد أمر أن يجمع له كتاب في اللغة، جامع كبير، فيه كتاب الصحاح، ويضاف إليه ما فات الصحاح من "التهذيب" للأزهرى، و"الجمهرة" لابن دريد، وغيرهما، وكذلك أمر بأن يرتّب "مسند الإمام أحمد" على الأبواب، ويردّ كلّ حديث إلى الباب الذي يقتضيه معناه، وقصده العلماء من الآفاق فأكرمهم، وأجرى عليهم الجرايات الوافرة، وكان يجالسهم، ويستفيد منهم، ويفيدهم. انتهى ملخّصا.

وفي "تاريخ ابن خلكان" الملك المعظّم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب صاحب "دمشق"، كان عالى الهمّة، حازما، شجاعا، مهيبا، فاضلا، جامعا، شمل أرباب الفضائل، محبّا لهم، وكان حنفي المذهب، متعصّبا لمذهبه، وله فيه مشاركة حسنة، ولم يكن في بني أيوب حنفي سواه، وتبعه أولاده، وكان قد حجّ في سنة إحدى عشرة وستمائة، وكان يحبّ الأدب كثيرا، ومدحه جماعة من الشعراء المجتهدين، فأحسنوا في مدحه، وكانت له رغبة في الأدب، وسمعت أشعارا منسوبة إليه، ولم أستثبتها. وقيل: إنه شرط لكل من يحفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>