بالذوق والوجدان، أو قل متحقّقا باسم الله الذي تجلّى بالأسما الألوهية والصفات الربّاينة بعين اليقين، يعني شرعت في حال تحقّقى بالأسماء والصفات بعيني معها، أو قل متلبسا باسم الله الذى تجلّي بالنسب الوجوبية والأوصاف الفعلية لحقّ اليقين، يعني شرعت بحال إظهاري وتحقّقي الأسماء الإلهية الفعلية على الحقائق الكونية الانفعالية بالخلافة لا بالأصالة، فإنه لا قدم للممكن كائنا ما كان في الوجوب الذاتي، ولا يكون هذه إلا للكمل، والتى فوقها للكامل، والتي فوقها للواصل المبتدئ في العرفان بالأحدية الذاتية.
وقال في تفسير {الْحَمْدُ لِلَّهِ}:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ} عند أهل الظواهر تعريفه هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، وله مراتب أربع عندهم: إما أن يكون ثناءه لعبده على حسن أقواله وأفعاله، أو يكون ثناء العبد له سبحانه على كمالاته الواصلة إليه من الوجود والبقاء، أو يكون نثاءه كقوله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، أو يكون ثناء العبد للعبد على كمالاته الظاهرة فيه بإذن الله سبحانه، فكلّ المحامد راجعة إليه.
أما عند أهل السلوك فستة أقسام: فعلي وقولي وحالي من كلا الجانبين، فأما القولي من العبد، فبأن يقول:{الْحَمْدُ لِلَّهِ} موافقا للقلب عند القول به، وأما الفعلي فهو الإتيان بالأعمال البدنية من العبادات والخيرات ابتغاء لوجه الله وتوجّها إلى جانبه الكريم، لأن الحمد كما يجب على العبد باللسان يجب بحسب كلّ عضو، وذلك لا يمكن إلا باستعمال كلّ عضو لما خلق لأجله على الوجه المشروع عبادة للحقّ سبحانه وانقيادا لأوامره، لا طلبا للحظوظ النفسانية من اللذّة العجيبة في الدنيا، ومن الجنة والنعيم في الآخرة، وأما الحالي فهو الذي يكون بحسب الروح