للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى حَضْرَة أحيا الأنام بعلمها … وَبَان بهَا حكم الشَّرِيعَةْ وَالشّرط

فَلَا مطلب إلا ذراها نعم وَلَا … رحال لَدَى عزم إلى غَيرهَا تخطو

لقد جد أقوام وضاهوا بِمِثْلِهَا … فدون أمانيها القتادة والخرط

فكم من كَبِير قد جبرت لحاله … وفككت مأسورا أضربه الرَّبْط

كم من أياد قد أناخت لكاهل … وَمَا كَادَت الأقدام من حملهَا تخطو

سبقت إلى الْفضل السراة فَمَا لَهُم … من الجْهد الأدون عزمك قد حطوا

عَلَوْت إلى إن جِئْت بِالشُّهُبِ منطقا … فسارت بِهِ الأمثال وَالْعرب والقبط

جمعت لأنواع الْعُلُوم فَلَا نرى … لمثلك فَردا فِي الْفُنُون لَهُ ضبط

لعمري من أَيَّام أرى فِيهِ للعدا … كمودا وَقد حاروا وَقد ساءهم سخط

جواد لَهُ جود ترَاهُ على الرِّضَا … وإلا تمنى أن فارسه سقط

فَتلك أمانيهم وأحلام كَاذِب … فَهَل ثمَّ عقبان يردعها البط

سلوا عُلَمَاء الْخَافِقين وفتية … بسمر القنا في الْجَانِبَيْنِ لَهُم شَرط

فَهَل كَانَت الأنعام تأوي لبقعة … أقام بهَا لَيْث وفيهَا لَهُ سبط

فيا حبذا يَوْم وَفِيه تظلهم … سيوف لكم بيض على روسهم رقط

ترود حِيَاض الْمَوْت فِيهِ نُفُوسهم … ونيران نقع من زفير لَهَا لغط

وتهدي المنايا للنفوس بأسهم … وأقلام سمر من أسود بهَا نشط

فديتكم روحى لقد حئت بالخطا … فحلم بدا مِنْكُم فحاشاه بِي يَسْطُو

فأين صوابي والخطا كَانَ جبلتي … وأقدام مَا أبغى عَلَيْهِ لقد حطوا

فسامح لمن أخطأ وصنه تكرما … فأبكار فكرى للخاطئين قد خطوا

جَزَاك إله الْعَرْش عني عَطِيَّة … ويأتيك أفراح ويعقبها الْغَبْطُ

وَلما وصل إليه القصيدة الميمية الَّتِي أنشأها الْمُفْتِي أبو السُّعُود، عَلَيْهِ رَحْمَة الرب الْوَدود، وَهِي الَّتِي أولها:

أبعد سليمى مطلب ومرام … وَغير هَواهَا لوعة وغرام

<<  <  ج: ص:  >  >>