إلى حَضْرَة أحيا الأنام بعلمها … وَبَان بهَا حكم الشَّرِيعَةْ وَالشّرط
فَلَا مطلب إلا ذراها نعم وَلَا … رحال لَدَى عزم إلى غَيرهَا تخطو
لقد جد أقوام وضاهوا بِمِثْلِهَا … فدون أمانيها القتادة والخرط
فكم من كَبِير قد جبرت لحاله … وفككت مأسورا أضربه الرَّبْط
كم من أياد قد أناخت لكاهل … وَمَا كَادَت الأقدام من حملهَا تخطو
سبقت إلى الْفضل السراة فَمَا لَهُم … من الجْهد الأدون عزمك قد حطوا
عَلَوْت إلى إن جِئْت بِالشُّهُبِ منطقا … فسارت بِهِ الأمثال وَالْعرب والقبط
جمعت لأنواع الْعُلُوم فَلَا نرى … لمثلك فَردا فِي الْفُنُون لَهُ ضبط
لعمري من أَيَّام أرى فِيهِ للعدا … كمودا وَقد حاروا وَقد ساءهم سخط
جواد لَهُ جود ترَاهُ على الرِّضَا … وإلا تمنى أن فارسه سقط
فَتلك أمانيهم وأحلام كَاذِب … فَهَل ثمَّ عقبان يردعها البط
سلوا عُلَمَاء الْخَافِقين وفتية … بسمر القنا في الْجَانِبَيْنِ لَهُم شَرط
فَهَل كَانَت الأنعام تأوي لبقعة … أقام بهَا لَيْث وفيهَا لَهُ سبط
فيا حبذا يَوْم وَفِيه تظلهم … سيوف لكم بيض على روسهم رقط
ترود حِيَاض الْمَوْت فِيهِ نُفُوسهم … ونيران نقع من زفير لَهَا لغط
وتهدي المنايا للنفوس بأسهم … وأقلام سمر من أسود بهَا نشط
فديتكم روحى لقد حئت بالخطا … فحلم بدا مِنْكُم فحاشاه بِي يَسْطُو
فأين صوابي والخطا كَانَ جبلتي … وأقدام مَا أبغى عَلَيْهِ لقد حطوا
فسامح لمن أخطأ وصنه تكرما … فأبكار فكرى للخاطئين قد خطوا
جَزَاك إله الْعَرْش عني عَطِيَّة … ويأتيك أفراح ويعقبها الْغَبْطُ
وَلما وصل إليه القصيدة الميمية الَّتِي أنشأها الْمُفْتِي أبو السُّعُود، عَلَيْهِ رَحْمَة الرب الْوَدود، وَهِي الَّتِي أولها:
أبعد سليمى مطلب ومرام … وَغير هَواهَا لوعة وغرام