ثم سافر إلى "دهلي"، وقرأ "صحيح البخاري" على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وأسند عنه الحديث.
ولازم الشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي، وله اثنان وعشرون سنة، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة طويلة.
ولما توفي شيخه المذكور تولى الشياخة مكانه، فحصل له القبول العظيم، وتكاثر عليه العلماء والمشايخ وعامة الناس من كل صنف وطبقة من العرب والعجم.
وكان يشتغل بالنفي والإثبات كلّ يوم عشرة آلاف مرة، وباسم الذات ما لا يحصى بحدّ وعدّ، وبالاستغفار، والصلاة على النبي المختار ما لا يستقصى. وكان يقرأ القرآن الكريم قدر عشرة أجزاء كل يوم، وكان يجتزئ في إفطار الصوم بالماء، وفي النوم على الأرض، واظب على ذلك خمس عشرة سنة حتى نال مرتبة، قلما يبلغ إليها الناس.
قال أحمد بن المتقي في "آثار الصناديد": إنه كان عجيبة من عجائب الدهر في الزهد، والقناعة، والتسليم، والرضاء، والتوكّل، والإيثار، والترك، والتجريد.
لم يتزوَّج قط، ولم يبن دارا، ولم يدَّخر شيئا من النذور والفتوحات، ولم يليس الثياب الفاخرة، ولم يأكل الأطعمة اللذيذة، بل كانت فتوحاته مصروفة على مستحقّيها، وكان يصلي صلاة الصبح في أول وقتها.
= والرز، والحمص، والفواكه الطيبة، وفيها معدن الملح، وهو الذي يسمّونه الملح الحجري، والملح اللاهوري، ويستخرج بعد تعب عظيم كميات قليلة من الفضّة، ومن أهمّ حاصلاتها: الحنطة، والسكر، والرز، والشعير، والحمص، والخردل، والقنب والتبغ، وما أشبهها، وأهمّ منسوجات الولاية: القطن، والصوف، والحرير، وما أشبه ذلك.