وقال بعض أصحابه فيما كتبه في ترجمة آزاد، وجعله ديباجة للديوان الرابع: إنه حسَّان "الهند" ومدَّاح النبي صلى الله عليه وسلم، أوجد في مدحه معاني كثيرة نادرة، لم يتفق مثلها لأحد من الشعراء المفلقين، وأبدع في قصائده المدحية مخالص، لم يبلغ مداها فرد من الفصحاء المتشدّقين، وله في التغزّل طور خاص يعرفه أصحاب الفن، ومنحه الله قدرة على النظم، بحيث ينظم قصيدة كاملة في يوم واحد، بل في بعضه على كيفية يراها الناظرون، وكل ما يتوجّه إلى النظم تحضر المعاني لديه صفا صفا، وتتمثل بين يديه فوجا فوجا، وهو قرر نصاب القصيدة في التغزّل أحدا وعشرين بيتا، وهي الدرجة الوسطى التي تريح الأسماع، ولا تمل الطباع، وإنما يميل خاطره إلى النظم في أيام الربيع، وأما في غير هذه الأيام فيصدر الشعر من قريحته قليلا، لأن الربيع فيه تخضر المراتع، وتهتزّ الطبائع، انتهى.