عليها (أي سنن ابن ماجه) حاشية طويلة نفيسة جمعها من "إنجاح الحاجة" للشيخ عبد الغني المذكور، و "مصباح الزجاجة" للسيوطي، وأضاف إليها أشياء أخرى، وقد طبعت بهامش الكتاب، وهذه الحاشية كما قال ابنه الشيخ فيض الحسن في "مقدمة التعليق المحمود": شاعت طبعا بعد طبع، وانتجعت منها الأنام كرعا بعد كرع، تلقتها العلماء الفحول بأيدي الاستفادة منها والقبول.
والشيخ فخر الحسن من تلامذة الشيخ العارف العلامة محمد قاسم النانوتوي، والمحدث الصالح رشيد أحمد الكنكوهي، وله حاشية جيدة على "سنن أبي داود"، سماها "التعليق المحمود على سنن أبي داود"، وقد طبعت بـ "الهند"، والتعليقان كلاهما يدلان على مشاركته الجيّدة في علم الحديث وفنونه، ولم أطلع على ترجمته، ولا تاريخ وفاته.
ثم ظفرت بترجمته في "نزهة الخواطر" للشريف عبد الحي الحسني، وقد كتب اشتياق أظهر الصحافي من أقربائه له ترجمة طويلة في "جنك" جريدية يومية، تصدر من "كراتشي" ٢٠ مارس سنة ١٤٠٠ هـ، وقال فهيا: الشيخ فخر الحسن بن عبد الرحمن بن حبيب الله، من أحفاد القاضي أمّن الشهيد، وينتهى نسبه إلى شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري الهروي، وليس هو من أولاد الشيخ عبد القدوس الكنكوهي، كما ظن بعضهم، ولا هو من السادات من أبناء الحسنين، كما يذكرها صاحب "تذكرة علماء حال"، بل هو أنصاري، ولد بـ "دهلي" في بيت جدّه أبي أمّه الشريف حسن العسكري الشهيد، أحد خلفاء الشيخ الكبير سليمان التونسوي، فسماه جدّه فخر الحسن باسم شيخ شيوخه الفخر.
ونشأ في أرغد عيش، فإن جدّه كان شيخا لبهادر شاه ظفر آخر ملوك "الهند"، وتعلم في صباه هناك، فلما وقعت الهائلة العظمى في سنة ثلاث وسبعين ومائتين بعد الألف، وتسلطت الإنكليز على "الهند"،