وشنق جدّه المذكور سافر به والده إلى "كنكوه"، وكان إذ ذاك ابن لاثنتي عشرة سنة.
وتوفي والده، فتربى يتيما في حجر والدته في بؤس وفقر، لكنه صبر وجدّ في طلب العلم، فحفظ القرآن الكريم، وأخذ عن الإمام المسند رشيد أحمد الكنكوهي، ثم رحل إلى الإمام حجة الإسلام محمد قاسم النانوتوي، ولازمه في السفر والحضر، حتى توفي، وأخذ عنه الحديث وغيره، وقرأ العلوم بأسرها في دار العلوم بـ "ديوبند"، حتى فرغ في سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، وحاز شهادة الفراغ في سنة تسعين ومائتين بعد الألف مع زملائه: شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، وعبد الحق بورقاضي، وفتح محمد التهانوي، وعبد الله الجلال بوري.
وعمّم بعمامة الفضيلة في حفلة عظيمة، قد عقدت لتقسيم الشهادة لخريجي دار العلوم، وتولى الدرس بأمر شيخه في بلاد شتي، بـ "نكينه"، و "دهلي" بمدرسة عبد الرب وخورجه وسهارنبور، وصحب شيخه المذكور في مناظراته مع الوثنيين والنصاري، وكان ناشر تصانيفه، وهو الذي أشار إليه بتصحيح "كتاب ابن ماجه" وتحشيته، فامتثل أمره.
وكان على قدم شيخه في الأذواق، فلما توفي رحمه الله حزن عليه حرنا شديدا، ورحل من"ديوبند" و "كنكوه"، فلم يدخلهما، حتى مات، مع أن أمه كانت إذ ذاك حية، تقيم في "كنكوه"، وجمع في مآثر شيخه ومناقبه نحو ألف ورقة، وانصرف من الدرس والتأليف عدا المناظرة، فإنه كان ربما يناظر مع أعداء الإسلام، وجاء بـ "دهلي"، فأخذ الطب عن الطبيب الكبير الشيخ محمود خان، ثم نزل بـ "كانبور".
وذكره أيضا العلامة عبد الحى الحسني في "نزهة الخواطر"، وقال: هو أحد العلماء المشهورين ممن اشتغل بالعلم وتميّز، وكتب، واشتهر بالفضل والكمال.