سلبن وسنته فازددن في سنة … وغصنه فترا فازداد في الهوس.
بل لا يذرن بمن يرمقن من رمق … ولا يدعن بذي نفس سوى نفس.
ولا شفاء له إلا الشفاه إذا … سقينه عسلا يشتار من لعس.
قد بغض الصيد ما يخفون من صلف … وحبب الغيد ما يبدين من شوس.
قد حسن الحسن منها كل سيئة … حتى الجفاء وسوء الخلق والشرس.
وله:
لا تنضبغ بهوى بيض الأماليد … فأحمر الموت في أجفانها السود.
في غمز ألحاظها فتك الأسود وإن … حاكين ريم الفلا بالطرف والجيد.
قد خاب من غازل الغزلان يأملها … وباد من رام أنس الريم في البيد.
ذر المراشف واستعذابهن ففي … تلك العذاب عذاب غير مردود.
فلا يروقنك لين في معاطفها … إن القلوب لمن أقسى الجلاميد.
يبكي المشوق بعبرات موردة … ما في مباسمها من حسن توريد.
وله:
فؤادى هائم والدمع هامي … وسهدى دائم والجفن دامي.
وقلب ما فتى بجوى ولوع … ولوع في اضطراب واضطرام.
ودمع بل دم صرف جرى من … يناطى ساجما أي انسجام.
وطرف أرمد يؤذيه غمض … وليل سرمد ساجي الظلام.
طويل لا يقاس به ظلام … فساعته كشهر بل كعام.
حمامي حاضر والوجد باد … وجسمي ذابل والشوق نام.
مات لاثنتي عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بجزيرة من جزائر السيلان، فدفن بها.
* * *