قال: وقد رأيت الشيخ فضل حق بـ "دهلي" في زمان الطلب، وهو كهل في المسجد الجامع، وقد أتى هناك لصلاة الجمعة، وزيّه زيّ الأمراء دون العلماء.
وكان بينه وبين أستاذي العلامة محمد صدر الدين خان الدهلوي صدر الصدور بها مودّة أكيدة ومحبّة شديدة، لأنهما كانا شريكين في الاشتغال على أستاذ واحد، وعلى أبيه الفاضل فضل إمام، ومع ذلك يسخط أستاذي عليه في بعض أموره. منها: ردّه على الشيخ الحافظ الواعظ المحدّث الأصولي الحاج الغازي الشهيد محمد إسماعيل الدهلوي، ويقول: لا أرضى منك ذلك، وليس هذا بعشك. انتهى.
ومن مصنّفات الشيخ فضل حق:"الجنس الغالي في شرح الجوهر العالي"، كتاب في الحكمة الإلهية، و "الهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية"، و "الروض المجود في حقيقة الوجود"، وحاشية على "تلخيص الشفاء" لوالده، وحاشية على "الأفق المبين" للسيّد باقر داماد، وحاشية على شرح "السلّم" للقاضي، ورسالة في تحقيق العلم والمعلوم، ورسالة في تحقيق الأجسام، ورسالة في تحقيق الكلّي الطبعي، ورسالة في التشكيك وفي الماهيات، و "تاريخ فتنة الهند"، ورسائل في الردّ على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في إثبات امتناع نظير النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وله شعر فائق لولا أنه أكثر فيه من التجنيس الذي ينبو عنه السماع، وتأباه الطباع، قد جمعه الشيخ جميل أحمد البلكرامي، والمفتى سلطان حسن البريلوي، وإني أمرت ولدي وفلذة كبدي عبد العلي سلّمه الله تعالي، فجمع جملة صالحة مما كان متفرّقا، ومن شعره قوله:
إن لم تصب نظرة من أعين نعس … فمن نفي النوم من عينيك في الغلس.
من استنام إليها سهدته وكم … ممن أنامته من يقظان محترس.