مباركا، متبرِّكا، فاز كثير من تلاميذه، وفاق على أقرانه، وقد صدر عنه بعض الحالات الشبيهة بالكرامات.
منها: أن وزير زمانه إبراهيم باشا أمر أن يعطي مدرسته معلّم غلمانه، فلم يقدر قاضى العسكر على مخالفته وعصيانه، لشدّة باسه وقوّة سلطانه، فأحضر المرحوم، وعرض عليه المرسوم، وقال له: لا بدّ من قبول هذا الحكم، فليس لك إلا الرضا بالقضاء، فاضطرب المرحوم، وأظهر النفرة عنه، وعدم الرضا، فلم يجد لنفسه ناصرا، ومعينا، فقام عنه كئيبا حزينا، وترك الأسباب، وأغلق الباب، وتوجّه إلى جناب ربّه، وبات، فإذا المعلم في تلك الليلة مات، هكذا ينجح، ويظفر بالآمال مَنْ أخلص التوجّه إلى جناب حضرة المتعال، ومَن توكّل على الله كفاه، ومن التجأ إلى غير بابه صفرتْ كفاه، وما أحسن قول من قال: أعذب من ماء الزلال، وكم له من لطف خفي، يدقّ خفاه عن فهم الذكيّ، وكم يسر أتى من بعد عسر، ففرج كربة القلب الشجي، وكم أمر تساء به صباحا، وتأتيك المسرّة بالعشيّ، إذا ضاقتْ بك الأحوال يومًا فثق بالواحد الفرد العليّ، وقد كتب رحمه الله حاشية على بعض المواضع من "شرح المفتاح" للشريف يرد فيها على المولى ابن كمال باشا في المواضع، التي يدعى التفرّد فيها.
وله عدّة رسائل على مواضع من "حاشية التجريد"(١) للشريف، وله
(١) وعليه حاشية عظيمة للعلامة المحقّق السيّد الشريف علي بن محمد الجرجاني، المتوفى سنة سث عشرة وثمانمائة، وقد اشتهر هذا الكتاب بين علماء الروم بـ "حاشية التجريد"، والتزموا تدريسه بتعيين بعض السلاطين الماضية، =