والمفتي محمد بن عبد الله بن حميد، مفتي الحنابلة بـ "مكّة"، والشيخ الأجلّ عبد الغني بن أبي سعيد الحنفي الدهلوي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري، والشيخ عبد الجبّار بن الفيض الأنصاري الناكبوري.
وعاد إلى "الهند"، وأسند الحديث عن الشيخ السيّد نذير حسين الحسيني الدهلوي المحدّث، والشيخ العلامة حسن بن محسن السبعي الأنصارى اليماني، وسافر إلى "أمرتسر"، وصحب الشيخ الكبير عبد الله بن محمد أعظم الغزنوى، واستفاض منه، وفي آخرَ عمره دخل بلدة "رائ بريلي"، وأخذ الطريقة عن السيّد ضياء النبي بن سعيد الدين الحسني الرائ بريلوي، ولازمه مدّة.
وكان عابدا، متهجّدا، يعمل بالنصوص الظاهرة، ولا يقلّد أحدا من الأئمة، ويدرّس، ويذكّر، وكانت مواعظه مقصورة على الحديث والقرآن، ويحترز عن إيراد الروايات الضعيفة، فضلًا عن الموضوعات، ويقرأ القرآن الكريم بلحن شجي، يأخذ بمجامع القلوب، وربما تأخذه الرقّة في أثناء الخطاب، وتأخذ الناس كلّهم، فيصير مجلس موعظته مجلس العزاء، (وقد أسّس في بلدته مدرسة دينية سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، سمّاها "المدرسة الأحمدية".
وجرتْ بينه بين الشيخ أمانة الله بن محمد فصيح الغازيبوري في التقليد ورفضه، من المنازعات ما لا تحويه بطون الصفحات، حتى اجتمعا في مجلس ندوة
= في مجلد"، و "الفوائد الزينية في شرح الألفية" للسيوطى، و "منهل العطشان على فتح الرحمن" في علم القراءات، و "النصر في أحكام صلاة العصر". انظر: هدية العارفين ١: ١٩١.