وقرأ فاتحة الفراغ في سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، ثم رجع إلى "شاهجهانبور"، وأقام في مدرسة عين العلم خمس سنين، يدرّس، ويباشر الإدارة.
ثم توجّه إلى "دهلي" على طلب من الشيخ أمين الدين مؤسّس المدرسة الأمينية ومديرها، ودخل في سلك أساتذتها في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، حتى آلت إليه إدارتها ونظارتها على وفاة الشيخ أمين الدين في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستقام على ذلك أربعا وثلاثين سنة ثابتا مثابرا، محتسبا، رابط الجأش، يدرّس ويفيد، ويفتي ويعلّم، ويخرّج ويربّي، وقد توسّعت في عهده المدرسة الأمينية، وبلغت أوجها من بين مدارس البلد ومعاهده.
وكانت للشيخ كفاية الله عناية بالقضايا الإسلامية، وميل إلى السياسة، يتألمّ بما يولم المسلمين، ويحطّ من شأنهم، قد ورث ذلك عن أستاذه العلامة محمود حسن الديوبندي، كان من كبار أنصاره، ومن أوفى تلاميذه في الانتصار للخلافة العثمانية، والسعي لتحرير البلاد ونفي الإنكليز، وكان له الفضل الكبير في تأسيس جمعية العلماء، التي تأسّست في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، وتشييد بنياتها، وقد بقي الرئيس لها لمدة عشرين سنة.
وكان من كبار أنصار الحركة الوطنية التحريرية، ومن كبار المؤيّدين للمؤتمر الوطني من بين علماء المسلمين وقادتهم، وقد سجن مرتين، أولاهما في السابع عشرة من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وحكم عليه بالسجن لستة أشهر، وثانيتهما في ذي القعدة سنة خمسين وثلاثمائة وألف، وحكم عليه بسجن ثمانية عشر شهرا.
ولما ظهرت حركة الردّة في بعض الأسر التي أسلمت في الماضي وعودتها إلى دينها السابق، واستفحلت هذه الحركة قام الشيخ كفاية الله، وقاومها