قد بايع في شبابه الإمام الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، واستقام على صلاح وصدق وعفاف، واشتغال بما ينفع الناس.
له أربعة أجزاء من "تعليم الإسلام" لتعليم الدين لأطفال المسلمين، تلقّى بالقبول، وطبع مرارا، وكان قليل الاشتغال بالتصنيف، منصرفا إلى الإفتاء والتدريس، له مجموع فتاواه باسم "كفاية المفتي" في مجلّدات كبار.
ومن شعره العربي ما قاله عن شيخه العلامة محمود حسن الديوبندي حين كان أسيرا في "مالطة":
ألا يا مالطة طوبى وبشرى … ثوى بك من محا آثار كفر.
ولم تك قبله إلا خرابا … خمولا غير معروف بخير.
فلما حلّها عادت رياضا … منضرة من التقوى وذكر.
مكللة بازهار المزايا … وازهار المزايا خير زهر.
ألا يا مالطة كوني سلاما … على محمودنا الراضي بقدر.
إمام الخلق قدوتهم جميعا … له كرم إلى الآفاق يسري.
جنيد العصر سري الزمان … غيوث فيوضه تهمي وتجري.
فريد في خلائقه العذاب … وحيد في التقى من غير فخر.
أشدّ الناس أمثلهم بلاء … فيا شمس الهدى يا طود صبر.
ذكرنا يوسف الصديق لما … أسرت بغير استحقاق أسر.
لحر البين في صدر الكئيب … تفيض دموعه حمرا كجمر.
سينزلك العزيز محلّ عزّ … وينصرك النصير أعزّ نصر.
سيكفيك الإله فأنت مرء … كفاك الله قدما كلّ شر.
توفي في الثالث عشر من ربيع الثاني ليلة الخميس سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف، وصلّى عليه جمع كبير، ودفن أمام مقبرة العارف الكبير الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي في "دهلي".
* * *