للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهَذَا فِي الْوَاقِع أمْر عَجِيب، لَوْلَا أني سمعته من الثِّقَات لم أصدقه، إلا أن الله تَعَالَى جعل فِي عابده أسرارا، لَا يطلع عَلَيْهَا غَيره.

وَمن جملَة نوادره: أن السُّلْطَان مُحَمَّد خَان أمَرَ المدرّسين بالمدارس الثمان أن يجمعوا بَين الْكتب السِّتَّة من علم اللُّغَة، كـ "الصحاح"، و"التكملة"، و"القاموس"، وأمثالها، وَكَانَ فِي ذَلِك الْعَصْر مولى يُسمى بِشُجَاعٍ، وملقبا بأوصلي، وَهِي كلمة رُومِية، وَمَعْنَاهَا الْحمار الضخم، فَاجْتمع مَعَ الْمولى لطفي فِي الْحمام، وَقَالَ لَهُ: كَيفَ حالك مَعَ اللُّغَة؟ قَالَ: أضع عَلامَة الشَّك فِي كل سطر، فَقَالَ الْمولى لطفي: أنا أضع عَلامَة الشَّك فِي كل صحيفَة، فأنت أشك مني. وَلَفْظَة أشك بالتركية بِمَعْنى الْحمار.

وَله أمثال هَذَا عجائب ونوادر، لَا يسع ذكرهَا هَذَا الْمُخْتَصر، وَفِي الْمثل القطرة تنبئ عَن الغدير.

صنف حَوَاشِي على "شرح الْمطَالع"، وَأورد فِيهَا فَوَائِد وتحقيقات، خلت مِنْهَا كتب الأقدمين، وَمن طالعها يعرف مِقْدَار فَضله.

وَله أيضًا حواش على "شرح الْمِفْتَاح" للسَّيِّد الشريف، وَلَقَد حلّ فِيهَا الْمَوَاضِع المشكلة من الْكتاب، بِحَيْثُ يتحير فِيهَا أولو الألباب، وَله أيضًا رِسَالَة، سَمَّاهَا بالسبع الشداد، وَهِي مُشْتَمِلَة على سَبْعَة أسئلة على السَّيِّد الشريف فِي بحث الْمَوْضُوع، وَلَقَد أبدع فِيهَا كل الإبداع، وأجاد كل الإجادة، وَلَو لم يكن لَهُ تصنيف غير هَذِه الرسَالَة لكفته فضلا وشرفا.

وَأجَاب عَن تِلْكَ الأسئلة الْمولى غداري، إلا أنه لم يقدر على دَفعهَا، وَالْحق أحق بأن يتبع، وَله أيضًا رِسَالَة، ذكر فِيهَا أقسام الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعربية، حَتَّى بلغت مِقْدَار مائَة علم، وأورد فِيهَا غرائب وعجائب، لم تسمعها آذان الزَّمَان.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>