للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْهِ بأنه قَالَ: الصَّلَاة قيام وَانْحِنَاء، لَا عِبْرَة بهَا، قَالَ عمي رَحمَه الله تَعَالَى: انْظُرُوا ايْنَ مَا قَالَه مِمَّا شهدُوا بِهِ عَلَيْهِ.

رُوِيَ أن الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ محي الدين القوجوي لما سمع قَتله، قَالَ: إني أشْهَدْ بَأن الْمولى الْمَذْكُور بَرِيء من الإلحاد والزندقة، وَكَانَ يلبس الألبسة الرَّديئَة، وَكَانَ يركب دَابَّته، وَيَجِيء إلى الْمدرسَة، وعلف الدَّابَّة بِيَدِهِ، فَينزل فِي بَاب الْمدرسَة، ويربط الدَّابَّة بِحَلقَة الْبَاب، ويلقي قدامها الْعلف، ثمَّ يدرس إلى وَقت الْعَصْر، ثمَّ يركب دَابَّته، وَيذْهب إلى زَاوِيَة الشَّيْخ الْعَارِف بِالله تَعَالَى ابْن الْوَفَاء، قدّس سرّه.

ويروي هُنَا "صَحِيح البُخَارِيّ" إلى أذان الْمغرب، ثمَّ يذهب إلى بَيته، وَكَانَ هَذَا دأبه كل يَوْم، وَمن نوادره العجيبة: أنه كَانَ على جبل "بروسه" حِين كَانَ مدرسا بهَا، فَذهب يَوْمًا مَعَ أصحابه فِي التَّنَزُّه إلى جنب عينَ جَارِيَة فِي ذَلِك الْجَبَل.

وَلما جَلَسُوا جَاءَ رجل من أهل الْقرى، وَبِيَدِهِ خطام دَابَّة، وعَلى عُنُقه مخلاة، فَشرب من الماء، ثمَّ اسْتلْقى على ظَهره، فَقَالَ الْمولى لطفي لأصحابه بعد مَا تَأمل سَاعَة: إن هَذَا الرجل من قَصَبَة ابْنة كول، وَقد ضلّت دَابَّته، وَهُوَ فِي طلبَها، ثمَّ تَأمل سَاعَة، وَقَالَ: اسْم الرجل سوندك، ثمَّ تَأمل سَاعَة، وَقَالَ: إن فِي مخلاته نصف خبْزَة، وَقطعَة جبن، وَثَلَاث بصلات، وتعجّب أصحابه من ذَلِك الحكم.

ثمَّ طلبُوا الرجل، فَقَالُوا لَهُ: من أيْنَ أنت؟ قَالَ من ابْنة كول، قَالُوا: أَيّ شَيْء تُرِيدُ هَهُنَا؟ قَالَ أطلب دَابَّتي، وَقد ضلّت فِي الْجَبَل، قَالُوا لَهُ: مَا اسْمك؟ قَالَ سوندك، قَالُوا: أيّ شَيْء فِي مخلاتك؟ قَالَ طَعَام الْفُقَرَاء، فاستخرجوه، فإذا فِيهَا نصف خبْزَة، وَقطعَة جبن، وَثَلَاث بصلات، كَمَا أخبر بِهِ الْمولى لطفي، فتعجبوا من ذَلِك غَايَة التَّعَجُّب.

<<  <  ج: ص:  >  >>