للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوفي والده في صغر سنه، فتربّي فى حجر أمّه، واشتغل بالعلم، وقرأ الفقه والأصول العربية على الشيخ علاء الدين الأصولي.

ثم سافر إلى "دهلي"، وكان في الخامسة عشرة من سنّه، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، منهم: الشيخ شمس الدين الخوارزمي، وحفظ عنه أربعين مقامة من "المقامات" للحريرى.

ثم قرأ "المشارق" للصغاني على الشيخ كمال الدين محمد الزاهد الماريكلى، وحفظه كفارة عن "المقامات".

ثم سافر إلى "أجودهن"، وأخذ عن الشيخ الكبير فريد الدين مسعود الأجودهني القرآن الكريم، و"عوارف المعارف"، و"كتاب التمهيد" للشيخ أبى شكور السالمي، ولبس منه الخرقة، وصحبه مدّة، وأجازه الشيخ في سنة تسع وستين وستمائة، وأذن له إلى "دهلى"، وأمره أن يقيم بها، فرجع، وأقام بـ"دهلى" في أمكنة عديدة، يدور في محلّاتها طالبا العزلة، حتى أقام بـ"غياثبور".

واشتغل بها بالمجاهدة من الصيام والقيام والذكر والفكر في الأربعينات على طريق السادة المشايخ الجشتية (١)، وكان شيخه فريد الدين أوصاه عند توديعه أن يحفظ القرآن الكريم، وأن يصوم دائما، وقال: إن الصوم نصف الطريق، فلازمه، وحفظ القرآن، وانقطع إلى الله سبحانه بقلبه وقالبه، مع


(١) نسبة إلى الطريقة الجشتية، وهي الطريقة الجشتية: وهي لإمام الطريقة الشيخ معين الدين حسن السنجري المتوفى سنة ٦٢٧ هـ، وجِشْت قرية شيوخه، ومدارها على الذكر الجلى بحفظ الأنفاس، وربط القلب بالشيخ على وصف المحبة والتعظيم، والدخول في الأربعينات، مع دوام الصيام والقيام، وتقليل الكلام والطعام والمنام، والمواظبة على الوضوء، وربط القلب بالشيخ، وترك الغفلة رأسا، ولهم أشغال غير ما ذكرناه. انظر الثقافة الإسلامية في الهند ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>