للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فضربوهن، ولم يدعهن يخرجن إلى المقبرة، وله غير ذلك مما يحمد، وإلى هذا أشار الأمير المنجكي أيضًا في مدحه:

جوزيت من رب الهدى عن خلقه … ماذا تشأ وكفيت شر الحسد

أبعدتهم عن كل لهو مرشدا … حتى اهتدى من لم يكن بالمهتدي

وصحت بك الدنيا فليس يرى بها … من مسكر الألحاظ الخرّد

ثم وجهت إليه المدرسة السليمية بـ"دمشق"، وكان بعضهم يزعم أنه يطعن في سلطان العلماء والأولياء الشيخ محي الدين الأكبر بن عربي، قدّس الله تعالى سره العزيز، فلما ولي المدرسة ظهرت محبته له، وأثبت نسبه إلى الشيخ حسن القيمري، وأخذ تولية البيمارستان بالصالحية، وجمع عقارات وأملاكا كثيرة، ولم أسمع أنه ألف أو قال شعرًا، غير أني ظفرت له بتحريرات على عبارات في التفسير والفقه، وكان فيما يمليه مستوفيًا أقسام المناسبة، ومن إملائه لمحمد بن الحنفية: كل عز لا يوطده علم، فإلى ذلّ مصيره، ومنه: لو كشف الغطاء لما اختير غير الواقع، من عرف الله أزال التهمه، وقال: كل فعله بالحكمه، ومنه قوام الدنيا بأربع: السلطان، وجنده، والعلماء، والصوفية، والتجّار وأرباب الصنائع وغيرهم من قبيل الإشراء والهمل. قال: وأوصى عبد المطلب قبل وفاته أبا طالب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال فيما أوصى به:

أوصى أبا طالب بعدي بذي رحم … محمد وهو في ذا الناس محمود

هذا الذى تزعم الأحبار أن له … أمرًا سيظهره نصر وتأييد

في كتب موسى وعيسى منه بينة … كما يحدثنى القوم العبابيد

فاحذر عليه شرار الناس كلهم … والحاسدين فإن الخير محسود

ومنه: اللغة أرض، وبقية العلوم غراساتها، ومن إملائه للبحترى:

الجاهلات اثنان من دون الورى … فافطن أخي وإن هما لم يفطنا

من قال ما بالناس عني من غنى … من جهله أو قال بي عنهم غنى

<<  <  ج: ص:  >  >>