صرّح به في "تاريخ مكّة"، قال: وقد اجتمعت به، وأخذت عنه في رحلتي إلى "مصر" لطلب العلم الشريف في سنة ٩٤٣ هـ، وكانت "مصر" إذ ذاك مشحونة بالعلماء العظام، مملوءة بالفضلاء الفخام، ميمونة بين بركات المشايخ الكرام، كأنها عروس، تتهادى بين أقمار وشموس.
ثم انقضت تلك السنون وأهلها … فكأنها وكأنهم أحلام.
وذكر في "تاريخ مكّة" أنه أخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين الكرماني النقشبندي، المتوفى سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، لعلّه كان قبل رحلته إلى "مصر".
وله سند عال لـ"صحيح البخاري"، لا أعلم في الدنيا سندا أعلى من ذلك السند، وذلك أنه يرويه عن أبيه الشيخ علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي، عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي الشيرازي، عن الشيخ المعمّر بابا يوسف الهروي، عن محمد بن شاد بخت الفارسى الفرغاني بسماعه لجميعه على الشيخ أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني.
وقد سمع جميعه عن محمد ابن يوسف الفربري بسماعه عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه. قال الفلاني في "قطف الثمر": وقد ذكر بعض أهل الفهارس أنه صحّ أن الشيخ قطب الدين محمد النهروالي روى "صحيح البخارى" عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح الطاوسي بلا واسطة والده، فيكون بيني وبين البخاري ثمانية، فتقع لي ثلاثياته باثني عشر، فيكون شيخنا محمد كأنه سمع الحافظ ابن حجر بطريق الإجازة، لأن أعلى ما عند الحافظ ابن حجر باعتبار الإجازة أن يكون بينه وبين البخاري ستة أنفس، ولا أعلم في الدنيا سندا أعلى من هذا السند الآن.
قال: وقال شيخ مشايخنا عبد الخالق الزجاجي في "نزهة رياض الإجازة": وهذه الطريقة لم تبلغ الحافظ ابن حجر ولا السيوطى، لأنهما كانا