بـ"مصر"، والحافظ أبو الفتوح كان من رجال الثمانمائة، وكان بـ"أبرقوه" مدينة بـ"خراسان العجم".
وكان موصوفا بالصلاح، سمع "صحيح البخارى" من محمد بن شاد بخت الفرغاني، وهذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ مشايخنا، كالشيخ المعمّر عبد الله بن سعد اللاهورى نزيل "المدينة". انتهى.
قلت: وقد ترجم له القاضي محمد بن على الشوكاني فى "البدر الطالع" قال: وكان يكتب الإنشاء لأشراف "مكّة"، وله فصاحة عظيمة يعرف ذلك من اطلع على مؤلّفه "البرق اليماني في الفتح العثماني"، وهو مؤلّف "الإعلام في أخبار بيت الله الحرام"، وكان عظيم الجاه عند الأتراك، لا يحج من كبرائهم إلا وهو الذى يطوف به، ولا يرتضون بغيره، وكانوا يعطونه العطاء الواسع، فكان يشترى بما يحصله منهم نفائس الكتب، وييذلها لمن يحتاجها، واجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره، وكان كثير التنزهات في البساتين، وكثيرا ما يخرج إلى الطائف، ويصحب معه جماعة من العلماء والأدباء، ويقوم بكفاية الجميع. انتهى.
وقد ذكر المفتى قطب الدين صاحب الترجمة في "تاريخ مكّة" أن مدرسة السلطان أحمد شاه الكجراتي بـ"مكّة المباركة" عند الحرم المحترم كانت بيده، وإني أظنّ أن والده علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي بعث إلى "الحجاز"، وولي على تلك المدرسة، وبعد وفاته عادت التولية إلى ولده قطب الدين المفتى، وهو سافر إلى "قسطنطينية" مرتين، مرة ثانية في سنة خمس وستين وتسعمائة، فخلع عليه السلطان سليمان بن سليم العثماني ملك "الروم".
ذكره في "تاريخ مكّة"، وقال: إن السلطان المذكور أسّس بـ"مكّة المشرّفة" المدارس الأربعة السليمانية، وعين وظائف المدرسين والطلبة وغير ذلك من أوقافه بـ"الشام"، عيّن لكلّ خمسين عثمانيا في كلّ يوم، وعين للمعيد أربعة عثمانية، ولكلّ مدرّس خمسة عشرة طالبا، لكلّ طالب