عثمانيينِ، وللفراش كذلك، وللبوّاب نصف ذلك، وأنعم بالمدرسة الحنفية السليمانية على صاحب الترجمة بخمسين عثمانيا سنة خمس وسبعين وتسعمائة. قال: فأقرأت فيها قطعة من "الكشاف"، و"الهداية"، وقطعة من "تفسير المفتي أبي السعود العمادى"، وأقرأت فيها درسا في الطبّ، ودرسا في الحديث وأصوله. وإني أدرّس الآن فيها تكميل "شرح الهداية" لابن همام، الذي كمله مولانا شمس الدين أحمد قاضى زاده، وذكره في "تاريخ مكة" أن السلطان سليم بن سليمان العثماني أنعم عليه في أيام ولاية عهده، قال: وكان يصل إلى إحسانه وكسوته في كلّ سنة. وبعد أن ولي السلطنة لم يقطع عادة إحسانه، وكذلك ولده السلطان مراد كان ينعم عليه قبل جلوسه على سرير الملك، وبعد أن ولي السلطنة أكرمه بحسن التفاته إليه، فرقى ما بيده من المدرسة السليمانية، وأضاف في وظيفته، فصارت ستين عثمانيا في كلّ يوم، وأنعم عليه وعلى أولاده بالتدريس، وهو الذي ولّاه الإفتاء بـ"مكّة المباركة"، ولم يكن بـ"مكّة" مفت بعلوفة، فجعل له في ذلك من بيت المال خمسين عثمانيا في كلّ يوم، وولّاه الخطابة في الحرم الشريف، وجعل له في ذلك أربعين عثمانيا في كلّ يوم، وأرسل إليه سنة سبع وتسعين وتسعمائة من جملة ما أرسل إلى أهل "مكّة" بصوفين من أصوافه الخاصّة ومائة دينار، واستمرّ ذلك ما بعدها في كلّ سنة، وأسّس المدرسة العثمانية بالصفا وولّاه التدريس، وجعل له خمسين عثمانيا في كلّ يوم، فكان يدرّس فيها الفقه والحديث، كلّ ذلك بتوجّه القاضى شمس الدين أحمد قاضى المعسكر بولاية أناطولي، وكان نافذ الكلمة عند السلطان مراد، هذا ما ذكره صاحب الترجمة في "تاريخه".
وأما مصنّفاته فمن أحسنها: كتابه "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام"، صنّفه سنة خمس وثمانين وتسعمائة، أوله: الحمد لله الذى جعل المسجد الحرام حرما آمنا ومثابة للناس، ألخ. ومنها:"البرق اليماني في الفتح العثماني"، تاريخ اليمن من سنة تسعمائة عند أول الفتح العثماني على يد