ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: هو قاضي العساكر، فرد الدهر، المجمع على فضله وبراعته، وكان في العلم طودًا شامخًا، لم ير نظيره في طلاقة العبارة، والتضلع من العربية.
قال النجم الغزي في ترجمته: لم أر روميا أفصح منه باللسان العربي، كتب إليه شيخ الإسلام أسعد بن سعد الدين يمدحه بقوله:
العز مع المجد هما نحوك مالا … يا مفخرنا كاسمك لا زلت كمالا
إن كان على حبك لي معذرة … كم من ألف مال إلى اللام كمالا
أخذ عن والده العالم المشهور صاحب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وعن شيخ الإسلام أبي السعود العمادي، ودرس بمدارس "قسطنطينية"، ثم صار قاضيًا بـ"حلب"، ونقل منها إلى "دمشق"، فدخلها في أوائل المحرم سنة خمس بعد الألف، وأقبل على أهلها، وعاملهم بالإكرام التام، حتى سحر عقول علمائها برعايته وإقباله، ثم طلب منهم محضرًا في الثناء عليه بعد شهر، فكتبوا له محضرا أثنوا عليه بما شاهدوه منه، ثم لم تتم كتابة المحضر، حتى انقلب عن أخلاقه، وتظاهر بطمع لم ير نظيره، وأكثر من الرشوة، واتفق أنه جاء في زمنه أمر العوارض بثلاثمائة عثماني، فنفذه، وكان قبل ذلك لم تكلف الناس في العوارض مقدار ذلك، فحضر إلى الجامع يوم الاثنين ثامن عشرى شهر رمضان من سنة خمس صبيحة إلى الشيخ العارف أحمد بن سليمان الصوفي، فلما فرغت الصبيحة دعا الشيخ محمد بن سعد الدين، وأخاه الشيخ إبراهيم، وأراهما الأمر، فذكر له الشيخ محمد فقر الناس، وعجزهم عنها،
* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣: ٣٤١ - ٣٤٤. ترجمته في معجم المؤلفين ٩: ٢١، كشف الظنون ٢٠٣٨، وهدية العارفين ٢: ٢٧١.