كتابًا، عتب عليه فيه بسبب ذلك وكان ما بلغني باطلًا كذبًا، قكتب إلي من إنشائه، وذكر رسالة طويلة، استحسنت منها هذا المحل، فذكرته هنا وهو (والعجب منكم أنكم صدقتم مثل هذا الخبر، وادعيتم فيه التواتر، كأنه حديث أو أثر، وما تقرر عندكم ما شاهدتم من محبتنا الراسخة البنيان، وقد قيل في الأمثال: ليس الخبر كالعيان، وكان الواجب أن لا تلتفتوا إلى مثل هذه الخرافات:
وشاهدي في إدعاء الحب خاطركم … وهو المزكي فقولي لا تردوه
كفى بقلبي ما يلقى ببعدكم … لا تحرقوه بنار الهجر خلوه
وكتب أيضًا في غضون رسالته:
وما أنا في حفظ الوفا متصنعًا … ولا أنا للزور القبيح منمق
وأنت فتدري ما اقتضته جبلتي … فما أدعي إلا وأنت مصدق
ولكن دهرًا قد بلينا بأهله … أبا حوابه ثوب النفاق ونفقوا
فوالذى يعلم سرى وعلني في جميع حالي لم يصدر عني ذلك الأمر، ولا خطر ببالي، وهل يليق بي أن أدنس العرض بمثل ذلك العرض، وأحشر في زمرة الكاذبين يوم العرض:
وودّى أنت تعلمه يقينا … صحيحًا لا يكدر بالجفاء
فلا تسمع لما نقل الأعادى … وما قد نمقوه من افتراء
وله غير ذلك مما يعذب، وبالجملة: فقد وصفناه من الكمال بما فيه مقنع، ولم يكن فيه مما يشينه إلا الطمع، وكانت وفاته في سنة ثلاثين وألف، وقال الفاضل الأديب إبراهيم بن عبد الرحمن العمادى الدمشقي في تاريخ وفاته.
ألا إنما الدنيا غرور نعيمها … ينغصه أكدارها وزوالها
قضى الله للمولى الكمال بأن قضى … فأرخ ديار الروم مات كما لها
قال الشيخ الفاضل عمر رضا كحالة: من تصانيفه: "إغاثة المتلهف وإعانة المتأسف"، و"تحفة الأحباب" في التاريخ، و"حاشية على تفسير