من أجل ذا حكوه وهو نبهرج … يمحك أحجار كوقع مهند
بينا تدار عليه كاسات الرشا … وقد انتشى منها براحات الدد
في مجلس حاشاه من قول العدا … ما فيه غير مجسم أو ملحد
فاجأه عزل فاغتدى عن جلق … عجلان ذا زاد وغير مزود
من بعد ما عرضت أمور أوجبت … ما أوجبت وسل العوارض تشهد
إذ راح يمشي الخيزلي من عجبه … للجامع الأموى مشى الخرد
والناس مستنون يتبع بعضهم … بعضا وقد قعد الحمام بمرصد
ما بين منتعل وحاف خلفه … يعدو بمرو كالسهام محدد
حتى رمى في دار قوم نفسه … وأقام فيها خائفًا الضحى الغد
للباب مستبقا وقد قميصه … يا صاح من دبر فبح بالمقصد
وهلاك رب العرش من ظلم الوري … إن لم يفاج اليوم فاجأ في غد
ها قد كشفت لكم حقيقة حاله … يا قوم فاستمعوا مقالة مرشد
مذ ذاق طعم العزل راح بحسرة … رطب العجان وكفه كالجلمد
كالأقحوانة بعد فعلى ناجر … جفت أعاليها وأسفلها ند
لا زال حادي النجم يهوي خلفته … وسقاه نوء الرجم موصول اليد
ما فرخت يومًا عوارض خانة … وأهين قاض خان شرع محمد
ثم ورد عزله في أواسط ذى القعدة، وأعطى قضاء "حلب"، فسار إليها، ثم ترقى بعدها في المناصب، حتى ولي قضاء العسكرين، وكان كثير الآثار، وله نظم ونثر، فمن نظمه ما كتبه لشيخ الإسلام محمد بن سعد الدين من أبيات:
عاصف الحادثات أفناني … صرصر الدهر بد أفناني
كمدى آذانى وأعياني … ارحموا سادتي وأعياني
قال البوريني في ترجمته: وكان وهو قاضي بـ"دمشق" وجه إلى بقعة تدريس عن الشمس ابن المنقار، ولما عزل عن "دمشق"، وتوجه إلى "حلب" بلغني أنه أعطى يحيى بن الشمس المذكور عرضًا في البقعة المذكورة، فكتب إليه