للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودخل "دهلي"، ثم انتقل منها إلى "لكنو" بسابق معرفة كان بينه وبين السمرقندي، فسكن بها، وولد محمد بن أبي البقاء بمدينة "لكنو"، ونشأ بها، واشتغل بالعلم.

وسافر إلى "جونبور" (١)، وكانت دار علم معروفة في ذلك العصر.

فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الشريحي الكندي.

ثم أخذ عنه الطريقة، ورجع إلى "لكنو"، فدرّس، وأفاد بها زمانا.

أخذ عنه الشيخ محمد بن قطب اللكنوى، والقاضي سعد الدين الخيرآبادي، وخلق آخرون.

قال خير الزمان اللكنوي في كتابه "باغ بهار": إنه سافر إلى "الحجاز" مع ولده أحمد وتلميذ له اسمه أحمد، سافر على زاد التوكّل وراحلة التوفيق، فحجّ، وزار، وأقام بها ستة أعوام، وأفحم بها كبار العلماء من الشافعية في المسائل المتنازعة فيما بينهم وبين الأحناف، فلقّبوه بالأعظم الثاني. انتهى.

وقال الشيخ وجيه الدين الجندواروى في كتابه "مصباح العاشقين": إن مولانا محمدا كان من كبار العلماء، انتهت إليه الفتيا في هذه الديار، وكان سلطان الشرق يعتقد فضله وكماله، ويستفتيه في المسائل الشرعية، قال: وكان السلطان بعث عسكره لقتال أهل الكفر ممن تمرّدوا، فقتل في تلك المعركة من لم يكن من المتمرّدين، وسلبت أموالهم، فاستفتى الشيخ محمد فيه،


(١) "جون بور": مدينة عامرة على بضعة فراسخ من "بنارس"، وكانت قصبة بلاد الشرق في القديم، بناها فيروز شاه الدهلوي، وسماه باسم ابن عمّه محمد شاه تغلق "جه بور"، فتغيّر على أفواه الرجال بـ"جونبور"، فيها أبنية رفيعة، ومدارس، وجوامع من أبنية السلاطين الشرقية، يدرس بها ملك العلماء شهاب الدين الدولة آبادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>