للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما العلوم وأهلوها ففد درست … مات الذي كان يحييها ويحيينا

من للبلاغة إن عنت لطائفها … من للفتاوى إذا ما احتجن تبيينا

حماسة منه شابتها لطافته … ومازج العز منه الحلم واللينا

أهكذا يستر البدر المنير ترى … ويصبح البحر تحت الترب مدفونا

ظنوه صور من مجد ونور هدى … فمذ أعيد بأرض حققوا الطينا

لم أنس وقفتنا تلقاء روضته … وإذ نحي بها من لا يحيينا

منها:

يا سيدا كنت مسرورًا به زمنا … تركتني بعد طول العمر محزونا

ألزمت قلبي تحريكا عليك أسى … وعن جميع أماني الدهر تسكينا

قد كان لي منك ركن شامخ وأب … فقد فقدت عمادي منك ذا الحينا

فقل لنا من لنا إن ناب نائبة … نأوي إليه ونشكوها فيشكينا

أعزز علينا بأن الصدر منك خلا … في مجلس كنت فيه منك تدنينا

بفقدك العلم ثم المجد قد نكست … أعلامه وغدا بالذل مقرونا

أن خص شخصك بطن الأرض مستترا … فذكر فضلك عم البيد والبينا

كأن ذاتك لم تملك فضائلها … دمشق من كل معروف أفانينا

فضائل إن يكن أودى المنون بها … فإن أجرك فيها ليس ممنونا

سقاك مولاك من صوب الرضا ديما … منهلة المزن ملقاة العرى جونا

ودمت تسكن في الفردوس مرتبعا … رحبا تعاين فيه الخرد العينا

ترى الأنيس به المولى ورحمته … والصالحات وعلما منك مخزونا

تقرا فترقى به أعلى الجنان كما … نرويه وعدا لأهل العلم مضمونا

في نعمة من جوار الله فقت بها … على سلاطين في الدنيا أساطينا

ودام من بيتك السامي نرى خلفا … أولادك الكمل الغر الميامينا

لا زال منهم رئيس في دمشق لنا … مكان والده عنه يسلينا

ولا يزالون في لطف يعم وفي … حب من الله طول الدهر باقينا

<<  <  ج: ص:  >  >>