أما العلوم وأهلوها ففد درست … مات الذي كان يحييها ويحيينا
من للبلاغة إن عنت لطائفها … من للفتاوى إذا ما احتجن تبيينا
حماسة منه شابتها لطافته … ومازج العز منه الحلم واللينا
أهكذا يستر البدر المنير ترى … ويصبح البحر تحت الترب مدفونا
ظنوه صور من مجد ونور هدى … فمذ أعيد بأرض حققوا الطينا
لم أنس وقفتنا تلقاء روضته … وإذ نحي بها من لا يحيينا
منها:
يا سيدا كنت مسرورًا به زمنا … تركتني بعد طول العمر محزونا
ألزمت قلبي تحريكا عليك أسى … وعن جميع أماني الدهر تسكينا
قد كان لي منك ركن شامخ وأب … فقد فقدت عمادي منك ذا الحينا
فقل لنا من لنا إن ناب نائبة … نأوي إليه ونشكوها فيشكينا
أعزز علينا بأن الصدر منك خلا … في مجلس كنت فيه منك تدنينا
بفقدك العلم ثم المجد قد نكست … أعلامه وغدا بالذل مقرونا
أن خص شخصك بطن الأرض مستترا … فذكر فضلك عم البيد والبينا
كأن ذاتك لم تملك فضائلها … دمشق من كل معروف أفانينا
فضائل إن يكن أودى المنون بها … فإن أجرك فيها ليس ممنونا
سقاك مولاك من صوب الرضا ديما … منهلة المزن ملقاة العرى جونا
ودمت تسكن في الفردوس مرتبعا … رحبا تعاين فيه الخرد العينا
ترى الأنيس به المولى ورحمته … والصالحات وعلما منك مخزونا
تقرا فترقى به أعلى الجنان كما … نرويه وعدا لأهل العلم مضمونا
في نعمة من جوار الله فقت بها … على سلاطين في الدنيا أساطينا
ودام من بيتك السامي نرى خلفا … أولادك الكمل الغر الميامينا
لا زال منهم رئيس في دمشق لنا … مكان والده عنه يسلينا
ولا يزالون في لطف يعم وفي … حب من الله طول الدهر باقينا