للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كاملًا، أديبًا لبيبًا، لطيف الشكل، وجيها ساكنا، جامعا لمحاسن الأخلاق، حسن الصوت.

نشأ في نعمة وافرة، وكان أبوه ذا ثروة عظيمة، فكان يصله بكل ما يحتاج إليه من مال ومتاع، وقرأ على علماء عصره، منهم: الشرف الدمشقي، والشيخ عبد اللطيف الجالقى، والعمادي المفتي، والجمال الفتحي، إمام السلطان.

وأخذ عن الشيخ عمر القاري، والنجم الغزي، وأبي العباس المقري.

وسافر إلى "الروم" صحبة والده، وأخذ عن علمائها، منهم: الشمس محمد المحبي، ثم رجع، وأعطى بقعة تدريس بالجامع الأموي عن شيخه الشرف لما مات، ولازم من المولى محمد بن أبي السعود، وولي خطابة جامع السلطان سليم بصالحية "دمشق"، واشتهر بحسن الخطابة، ثم صار إمامًا بجامع بني أمية، ولما توجّه شيخه الفتحي إلى "الروم"، وكان عين لإمامة السلطان مراد، فوّض إليه أمر حصته في الحطابة بجامع "دمشق"، ودرس بالمدرسة الجوهرية، وكان يدرس في الجامع في غالب الأيام والليالي، سيّما في الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان.

وأقرأ "صحيح مسلم"، كتب عليه بعض تعاليق، وسكن أولا في دار جده لأمه الحسن البوريني، ثم وقف عليه رجل يعرف بالصنجقدار بيتا قبالة المدرسة العادلية الكبرى، فسكن فيه، وسافر إلى "الروم" في سنة خمسين، وأخذ تولية الجامع الأموي، وولي قسمة العسكر مرتين، ثم بعد وفاة والده سكن بداره قرب باب الفراديس، وفرغ له الشهاب أحمد البهنسي عن نصف الخطابة بالجامع الأموي، ثم لما مات شيخه الفتحي استقلّ بجميع الخطابة أصالة، وبقى إلى أن ولي على القصير دفترية "الشام"، فادعى أن الخطابة، التي للفتحي كانت في السابق نظارة للسلطان، وأحسن بها إليه السلطان عثمان، وجعلها خطابة مكان

<<  <  ج: ص:  >  >>