النظارة، وأظهر صورة التوجيه، فرفع يده عنها، وبقيت في يده الخطابة الأصلية، التي فرغ له عنها البهنسي.
ولما توفي الشيخ سعودى الغزي وجه إليه درس الحديث تحت قبة النسر من جامع "دمشق" كما أسلفته في ترجمة محمد بن أحمد الإسطواني قريبًا، وهذا الدرس وظيفة حادثة بعد الخمسين وألف، رتبها بهرام آغاكتخدا والدة السلطان إبراهيم، وبني السوق الجديد والخان قرب باب الجابية لأجلها، وعين للمدرس ستين قرشًا، وللمعيد ثلاثين، ولقارئ العشر عشرة قروش، ودرس المحاسني، وكان فصيح العبارة، وانتفع به خلق من علماء "دمشق"، منهم: شيخنا العلا محمد بن علي الحصكفي مفتي "الشام"، وشيخنا المحقق إبراهيم بن منصور الفتال وغيرهما، وله تحريرات تدلّ على علمه، وله شعر حسن مطبوع، فمنه قوله من قصيدة:
يا سقاها مرابعا للتلاقي … كل سار من الحيا غيداق
حيث تبدو بقامة تخجل الغصن … ووجه يزيد في الإشراق
ورعى الله عهدنا بالمصلى … حيث ذات اللمى على الميثاق
حيث أشكو لها الغرام ووجدا … قد أسال الدموع من آماقي
يا حداة المطي رفقا بقلبي … إن طعم الفراق مر المذاق
جبلت طينتي على محنة الحب … فحسبي من الهوى ما ألاقي
كل يوم قطيعة وبعاد … واكتئاب وفيض دمع مآقي
شاب فودي يتلو مشيب فؤادي … فأمانا من هول يوم الفراق
ليت شعري متى تعيد الليالي … ما أتاحت من صفو عيش التلاقي