فجعلت موضع كل ذلك أنة … ضمنت مرادي من عطاء الباري
وكتب إلى بعض أصحابه بـ"دمشق"، وهو بـ"مصر":
لوكنت بمرأى من خليط نزحا … ما كان دخيل الوجد مني وضحا
لكن بعدوا فصار سرى علنا … من بعدهم وصار كأسي قدحا
ومن ملحه هذا الموشح نظمه على أسلوب موشح لبنت العرندس الشيعي، ومطلع موشحه:
أهواه مهفهفا من الولدان … ساجي الحدق
قد فر من الجنات من رضوان … تحت الغسق
من ريقته سكرت لا من راحي … كم جدد لي رحيقها أفراحي
كم أسكرني بخمرها يا صاح … كم أرقني بطرفه الوسنان حتى الفلق
لو عامله بعدله ذا الجاني … أطفأ حرقي
من باهر حسنه يغار القمر … في روض جماله يحار النظر
قد عز لدى أن بدا المصطبر … ما اهتز يميل ميلة الأغصان للمعتنق
إلا وأتاح للمحب العاني … كل القلق
يا ويح محبه إذا ما خطرا … كالبدر يلوح في الدياجي قمرا
إن أقض ولم يقض لقلبى وطرا … فالويل إذا المغرم ولهان في الحب شقي
قد حمل في العشق من الهجران … ما لم يطق
القدر شيق مثل خوط البان … واللحظ كيف الهند في الأجفان
والخال شقيق المسك في الألوان … والخد مورد أسيل قاني شبه الشفق
والعارض قد سلسل كالريحان … للورد يقي
يا عاذل لو أبصرت من أهواه … ناديت تبارك الذي سواه
قد أحسن خلقه وقد نماه … إذ كمله وخص بالنقصان بدر الأفق
قد أفرغه في قالب الإحسان … زاكي الخلق
الصبر على هواه مثل الصبر … والقلب غدا من هجره في جمر