ما ألطفه في وصله والهجر … لم ألق له في وصله من ثاني حلو الملق
ما واصل بعد بعده أجفاني … غير الأرق
ومطلع موشح بنت العرندس هو هذا:
ما رنحت الصبا غصون البان … بين الورق
إلا وشجي الهوى لقلبى العاني … نار الحرق
ما رنحت الصبا غصون البان … بين الورق
إلا وشجي الهوى لقلبي العاني … نار الحرق
ما هب صبا لنحوك القلب صبا لاقى وصبا … يا بدر سما سما على بدر سما للناس صبا
صلني فعسى تنال مني ذهبا عقل ذهبا
والقلب مني مواقد النيران نامي القلق … والناظر قد أسال من أجفاني ماء الغدق
ومن شعر المحاسني قوله:
أودعكم وأودعكم جناني … وأنثر أدمعي مثل الجمان
ولو نعطي الخيار لما افترقنا … ولكن لا خيار مع الزمان
وله غير ذلك، وكانت ولادته في سنة اثنتي عشرة وألف، وتوفي عشية الأربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وسبعين وألف، ودفن بمقبرة الفراديس بالقرب من جدّه لأمّه الحسن البوريني، ورثاه شيخنا عبد الغنى بن إسماعيل النابلسي بقصيدة، مطلعها:
لتهن رعاع الناس وليفرح الجهل … فبعدك لا يرجو البقا من له عقل
أيا جنة قرت عيون أولى النهى … بها زمنا حتى تداركها المحل
وهي قصيدة جيّدة غاية، ولولا طولها لذكرتها برمّتها.
* * *