أأذكرها أم قد كفاني حياءكم … فإن حياكم ذكره كان أجملا
فعجل لمن وافى محلك زائرا … قضا دينه إن الغريم تعجّلا
قال القاضى محمد بن على الشوكاني في "البدر الطالع": أنه كان جوادا، متواضعا، عالما بفقه الحنفية، مشاركا في الحكمة، ومن محبته للعلماء أنه أهدى له شخص أعجمي "الشفاء" لابن سينا بخطّ ياقوت الحموي في مجلّد واحد، فأجازه بمال عظيم، يقال: إن قدره مائتا ألف مثقال أو أكثر، وورد كتابه على الناصر صاحب "مصر" في مقلمة ذهب، زنتها ألفا مثقال مرصّعة بجوهر قوم بثلاثة آلاف دينار، وجهَّز إليه مرة مركبا، قد ملئ من التفاصيل الهندية الفاخرة الفائقة وأربعة عشر حقا، قد ملئت من فصوص ألماس وغير ذلك، فاتفق أن رسله اختلفوا، فقتل بعضهم بعضا، فنمى ذلك إلى صاحب "اليمن"، فقتل الباقين بمن قتلوا، واستولى على الهدية، فبلغ الناصر، فغضب، وكاتب صاحب "اليمن" في معنى ذلك، وجرت أمور يطول شرحها، وكان مع سعة مملكته عنّينا كوي على صلبه، وهو حدث لعلّة حصلت له، ويقال: إن عساكره بلغت ستّمائة ألف، وإنه كان له ألف وسبعمائة فيل.
وفي خدمته من الأطبّاء والحكماء والعلماء والندماء عدد كثير، لم يجتمع لغيره، وكان يخطب له على منابر بلاده سلطان العالم، إسكندر الزمان، خليفة الله فى أرضه. انتهى.
وله أبيات رقيقة رائقة بالفارسية: منها ما أنشأه في مرض موته:
بسيار درين جهان جميديم ..... بسيار نعيم وناز ديديم