كل غدا موجزا في شكر سيده … إن المحب له في الشكر إطناب
ما كل من كان فوق النجم مسكنه … كمن له تحت وجه الأرض سرداب
جزاك مولاك خيرًا عن فقيرك إذ … في عالم الغيب ردت عنه أحزاب
هابوك لما رأوا بالقلب ميلك لي … والعبد عبد وكم للعبد أحباب
ما ثم يرفع شان العلم غيرك يا رفيع … مجد له في المجد أنساب
أيدعي العلم من في الباب يعرفه … طفل وكهل وجمال وتراب
فى ذلك البيت كل الكتب تعرفني … وخدمتى فيه تحرير ومحراب
من قاس بالشمس في أوج العلى رجلا … فذاك من فقه نور العين مرتاب
لو لم يكن يوم حشر الناس مقتربا … ما عارض الحافظ القدسي بواب
لوكان يعلم علما كان أظهره … حتى يقال له علم وآداب
المدعى لا ببرهان تكذبه … شواهد الحس والكذب كذاب
من نازل الحرب لا ينفك في يده … لأجل طاعته قوس ونشاب
والقوس عبدكم علم يحرره … وقوس ذي الجهد والنشاب وأخشاب
ما كل من نقل الأقوال يعرفها … كم معرب ماله في البحث إعراب
ما كل عين لها نور تنير ولا … كل الجفون لها كحل أهداب
الفضل كالشمس لا يخفى وصاحبه … كالبدر ليس له ستر وجلباب
إلى متى الدهر يبدى من متاعبه … ما آن أن ينقضي للدهر أتعاب
أما درى أن مولانا وسيدنا … لي فى مدائحه العلياء إسهاب
أنا الذي نلت آمالي بدولته … كم توالت على داعيه آراب
كل له سيدى عمر يؤب له … والعبد ما عاش للأبواب أواب
قد تبت عن غير باب الجواد أقصده … والحق من بعد كسب الذنب تواب
وله غير ذلك، وفِى هذا القدر من شعره غنى، وكانت وفاته في سنة خمس وخمسين وألف.