للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من أحسن الناس:

كان محمد بن الحسن رحمه الله تعالى جميل الخلق، والخلق للغاية، سمينا، خفيف الروح، ممتلئا صحة وقوة.

قال وكيع: كنا نكره أن نمشي معه في طلب الحديث، لأنه كان غلاما جميلا.

وعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال: لقيته أول ما لقيته، وهو قاعد في الحجرة، وقد اجتمع عليه الناس، فنظرت إلى وجهه، وكان من أحسن الناس وجها، فإذا جبينه كأنه عاج، ثم نظرت إلى لباسه، وكان من أحسن الناس لباسا، وسألته عن مسئلة فيها خلاف، وإني أطمع أن يلحقه ضعف، أو يلحن في كلامه، فمر كالسهم، فقوى مذهبه، ولم يلحن في كلامه (١).

وذكر شمس الأئمة المكي عن الربيع عن الإمام الشافعى رحمه الله تعالى أنه قال: ما رأت عيناي مثل محمد بن الحسن، ولم تلد النساء في زمانه مثله (٢).

وذكر السمعاني أن أباه قدم به إلى الإمام، فقال الإمام لوالده احلق رأسه، وألبسه الخلقان، ففعل أبوه امتثالا، فزاد عند الحلق حسنا وجمالا. وفيه يقول أبو نواس:

حلقوا رأسه ليكسوه قبحا … غيرة منهم عليه وشحا

كان فى وجهه صباح وليل … نزعوا ليله وابقوه صبحا

مبدأ أمره واتصاله بأبى حنيفة:

ولما بلغت سنّ محمد بن الحسن الشيباني أربع عشرة سنة حضر مجلس أبي حنيفة، ليسأله عن مسئلة نزلت به، فسأله قائلا: ما تقول فى غلام احتلم


(١) راجع: المناقب للموفق ٢: ١٤٧، ١٤٨.
(٢) راجع: المناقب للموفق ٢: ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>