للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووصل إلى الفيلة، فطعن فيلا منها في كتفه، وزرقه بعض الهنود بحربة، فوقع على الأرض، فأخذه أصحابه، وعادوا به منهزمين.

فلمّا وصل إلى "لاهور" أخذ أمراء الغورية الذين انهزموا، وعلق على كلّ واحد منهم عليق شعير، وقال: أنتم دوابّ، ما أنتم أمراء! وسار إلى "غزنة"، وأقام بها ليستريح الناس.

ثم قصد بلاد "الهند"، وسار إليها في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ونصره الله سبحانه على عظيم الهند بقصّة، طويلة، شرحتها في "جنّة المشرق"، وعاد إلى "غزنة"، ثم قصد "الهند"، وسار إليها بعسكره في سنة تسعين وخمسمائة، ولما وصل إلى ناحية "إتاوه"، لقيه جي جند ملك "قنوج" (١) بعسكره، فاشتدّ الحر بينهما، وقتل جي جند، فسار إلى "بنارس"، وهدم الكنائس، وذهب إلى "قلعة كول".

ثم أمر على أرض "الهند" مملوكه قطب الدين الأيبك، ورجع إلى "غزنة"، واستراح بها مدّة من الزمان.

ثم قصد "الهند"، وسار إليها في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وحاصر "قلعة تهنكر"، وهي التي يسمّونها بيانة، ففتحها، ثم سار إلى "قلعة كواليار" (٢)، فراسله من بها بالصلح على مال يحملونه إليه، فأجابهم إليه، وعاد إلى "غزنة"، واشتغل بأمر "خراسان" مدّة.


(١) "قنُّوج": كسنّور، كانت مدينة حسنة الأبنية حصينة، لها سور عظيم، وكانت قاعدة مملكة "الهند" في القديم، فتحها محمود بن سبكتكين الغزنوي، ثم قطب الدين أيبك، فصارت مقام الحكام والولاة، وهي الآن بلدة صغيرة خاوية على عروشها، بينها وبين "دهلي" مسير عشرة أيام.
(٢) "كواليار" بفتح الكاف الفارسية والواو، كسر اللام، وفتح الياء من تحت، بعدها ألف، وراء مهملة، ويقال لها: "والير" بدون الألف بعد =

<<  <  ج: ص:  >  >>