ثم قدم "الهند" في سنة سبع وتسعين وخمسمائة أرسل مملوكه قطب الدين إلى "نهرواله"، فوصلها سنة ثمان وتسعين، قاتل الهنود قتالا شديدا، وهزمهم، واستباح معسكرهم، وتقدّم إلى "نهرواله"، فملكها عنوة، ثم صالح صاحبها على مال يؤدّيه، ثم عاد إلى "غزنة".
ولما توفي صنوه الكبير غياث الدين في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، رحل إلى "فيروزكوه"، وجلس للعزاء لأخيه، ثم قام مقامه، واشتغل برهة من الزمان في أمر "خراسان".
ثم سار نحو "لاهور" سنة ستمائة عازما على غزو "الهند"، فاستولّى خوارزم شاه على مدينة "هراة"، ومات ألب غازي ابن أخت شهاب الدين ونائبه في "هراة"، فعاد شهاب الدين إلى "خراسان"، وسار إلى "خوارزم"، فسبقه خوارزم شاه، والتقى العسكران بـ"سوقرا"، فجرى بينهم قتال شديد.
وأرسل خوارزم شاه إلى أتراك "الخطا" يستنجدهم، فاستعدّوا، وساروا إلى "بلاد الغورية"، فعاد شهاب الدين من "خوارزم"، ولقيهم في "صحراء أندخوي" سنة إحدى وستمائة، وانهزم المسلمون، وبقي شهاب الدين في نفر يسير، ووقع الخبر في جميع بلاده بأنه قد عدم، ثم وصل إلى "طالقان" في سبعة نفر، ثم إلى "غزنة"، ثم سار إلى "الهند"، وأمر في جميع بلاده بالتجهّز لقتال "الخطا"، وغزوهم والأخذ بثأرهم، وكان عازما على
= التحتية، حصن منيع على قامة جبل شاهق، كأنه منحوت من الصخر، لا يحاذيه جبل، وبداخله برك الماء، وأسفل الحصن مدينة حسنية مبنية كلّها من الحجارة المنحوتة، ومساجدها ودورها، وهي الآن في أيدي "مرهته" تحت سلطة الإنكليز، ومدينة "كواليار" قاعدة بلادهم، لسكن بها ملوك "سيندهيا"، وفيها قبر الشيخ محمد الغوث الكواليري رحمه الله تعالى.