ونسبته إلى "بلخ" تصحيف بَحْتٌ، وإن ذكره القرشي على الاحتمال.
وللإمام زاهد بن الحسن الكوثري رحمه الله تعالى رسالة مختصرة حول حياته، ونصّها ما يلي: ولد (الإمام محمد بن شجاع) رحمه الله في "بغداد" في ٢٣ من رمضان من سنة ١٨١ هـ، ونشأ بها، وأقبل على العلم إقبالا عظيما، إلى أن أصبح إماما، قويّ الحجّة في العلوم، واسع الأفق في الفقه والحديث، وانتشر صيتُه في الآفاق، ولم تنحصر شهرته بـ"العراق".
وغاية ما يعاب به أنه لم يكن يعامل العامة، وحشوية زمنه بالسياسة، مترفّعا عن المداهنة، مفضّلا الصراحة في كلّ شيء، فطالت ألسنة كثير من مخالفيه بأنه يمالئ المعتزلة، ويخالف السلف، ولم يكن له أيّ مخالفة للسلف الصالح.
وإنما كانت مخالفته لنابتة عصره، الذين لا يميزون بين السنة المسلوكة، والبدعة المهتوكة، ولا بين الحق والباطل، ممن حرَّمهم الله العلم والفهم والعقل الوارع عن التوغّل في إثارة الفتن، كما لا يخفى على من درس تاريخ عهده بإمعان.
تخرّج في الفقه والحديث على الحسن بن زياد، وأخذ عن الحسن بن أبي مالك، وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وعبد الله بن داود الخريبي، والمعلّى بن منصور، وحيّان صاحب أبي حنيفة، وأبي عاصم النبيل، وأبي أسامة، وأبي معشر، وأبي نصر التمّار، وموسى بن سليمان الجوزجاني، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وإسحاق بن سليمان الرازي، وإسماعيل بن علية، وكيع، والواقدى، وبشر بن غياث، ويحيى بن آدم، وأبي محمد اليزيدي، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن عبيد الله الطنافسي، وإسماعيل