للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنصاف، لكن من نراه يملأ كتابه كلّه بمثالب (١) شنيعة في جميع أئمتنا من غير ذكر أيّ منقبة لواحد منهم باسم القيام بتجريح المجروحين من نقلة العلم نكشف عن اتجاهه الستار، ونبدي ما ينطوي عليه من سوء النية، وفساد الطوية بها عتبار أن عمله ذلك إهانة للأمة، وامتهان للملة، حيث عدّهم اتخذوا شرار خلق الله قدوة في دين الله، فنناقش ابن عدي المعتدي على كلماته الخارجة عن الاتّزان، ومن عيوب ابن عدى في "الكامل" أخذه الشيوخ بعيوب الرواة عنهم. وهذا إخسار في الميزان، كما يشير إلى ذلك الذهبي والسخاوى وغيرهما.

وابن عدي يقول في "الكامل" في ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن شجاع الثلجي رضي الله عنه: محمد بن شجاع أبو عبد الله الثلجي من أصجاب الرأي متعصّب، سمعت موسى بن القاسم بن موسي بن الحسن بن موسى بن الأشيب يقول: كان ابن الثلجي يقول: من كان الشافعي؟ إنما كان يصحب بريرا المغني، فلم يزل يقول هذا، إلى أن حضرته الوفاة، فقال: رحم الله أبا عبد الله - يعني الشافعي، وذكر علمه، وقال: قد رجعت عما كنت أقول فيه.

قال الشيخ يعني ابن عدى: وكان يضع أحاديث في التشبيه، ينسبها إلى أصحاب الحديث ليثلبهم به، روي عن حبّان بن هلال، (وحبّان ثقة) عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الله خلق الفرس، فأجراها، فعرقت، ثم خلق نفسه منها. مع أحاديث كثيرة، وضعها من هذا النحو، فلا نحبّ أن نشتغل به، لأنه ليس من أهل الرواية، حمله التعصّب على أن وضع أحاديث، ليثلب أهل الأثر.


(١) جمع مثلبة بمعنى العيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>