وغاية ما في الأمر أنه وقع في "تاريخ الحاكم": أنبأنا إسماعيل بن محمد الشعراني، أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجي، أخبرني حبّان بن هلال عن حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة مرفوعًا: إن الله خلق الخيل فأجراها، فعرقت، ثم خلق نفسه منها: ولا إمكان لاهتمام مثل ابن شُجاع في دينه وورعه بوضع مثل هذا الخبر الساقط بقول إسماعيل بن محمد الشعراني: أخبرت عنه، لأن هذا نصّ على انقطاع الخبر، فمن هذا الذي أخبره عنه أسمعه منه سماعا، أم سمعه من آخر، يقول أيضًا أخبرت عنه؟ وما مبلغ هذا، وذاك وذلك؟ وبين الشعراني وأبي شجاع من المدة ما يجعل الساقط من بينهما نحو ثلاثة أشخاص، فمن هؤلاء المجاهيل؟ وما هي أحوالهم؟ ولم يرم محمد بن شُجاع أصلا خبر معين في كتاب من الكتب فيما نعلم مع طول أمد بحثنا عن ذلك، ولم يرمه أحمد مع ما بينهما من الجفاء بالكذب أصلا. بل روي عنه أنه قال عنه: مبتدع صاحب هوى، كما هو رأيه في الواقفة، فليتق الله ابن عدي أن ينسب هذه الفرية إلى فقيه مثله في علمه ودينه ووجاهته وخاتمته، وإن كان شجي في حلوق المشبّهة وجذعا في أعين الحشوية بما ألّفه في الرد على المجسّمة، كما يعلم اتجاه رده واتجاه لخصومه من "كتاب النقض"(١) لعثمان بن سعيد الدارمي المجسّم، وقد أقام النكير عليهم فيه لروايتهم أمثال هذه السخافات.
(١) وتطاول عثمان بن سعيد السجي الدارمي (وهو غير الدارمى صاحب السنن) على محمد بن فمجاع الثلجي ليس بضائره، بعد أن كشف الستار عن اتجاهه بتأليف كتاب النقض على المريسي المطبوع قبل سنين. وهو يجوز فيه استقرار معبوده على ظهر بعوضة، فضلا عن العرش العظيم، والتجويز في باب المعتقد. في حكم التنجيز على القول المعتمد. ويثبت لله الحدّ والمكان والنهاية. ويجعل العرش مكانا يستقرّ عليه.