للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ويعتقد أنه فوق العرش في هواء الآخرة. وأنه بائن من خلقه بفرجة ومسافة. وأنه يثقل على العرش وحملته. ويئط العرش من ثقله عليه. وأن الحي القيّوم يتحرك عليه إذا شاء. وينزل ويرتفع إذا شاء … ويقوم، ويجلس إذا شاء. لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرّك. كل حي متحرك لا محالة، كل ميت غير متحرك لا محالة. وأن من على رأس الجبل أو المئذنة أقرب إلى الله ممن على الأرض. وأنه تعالى ليقعد على الكرسي، فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع. وأن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش وإلى السماء قديم، إلى غير ذلك من لوازم الجسمية البينة، تراه يثبتها فيه لله رب العالمين. على غرابة كلامه في قدم الحركة والمشي والاستواء على العرش ونحوها، مما يدلّ على أنه كان لا يعي ما يقول، وأنه هو المأفون حقا دون غريمه، ووقع طابع النقض في خزي مبين بتحريفه كلمة (مأفون) إلى كلمة شيعة جدا، ومثل هذا المجسّم المكشوف الأمر لا يوثق بكلامه فيما يعزوه إلى أهل التنزيه. وقد علم الناس بعد طبع كتابه المذكور معتقده ومعتقدهم، واتجاهه واتجاههم. فإن وجدته أصاب في الرد على معارضه مرة تجده ينزلق في دحض مزلة مرارا. وهكذا أسقط نفسه من ديوان العلماء بنفسه بخوضه فيما لا قبل له به بعد أن كان له اشتغال طيب بالحديث. حتى أن كتابه فيما لا معارض له في الحديث من أنفع الكتب. وكان لا يخوض في أحاديث الصفات، بل كان يمرّها على اللسان، كما ورد من غير خوض في المعنى.
ولا إقامة لفظ لم يرد له من المعصوم مقام لفظ ورد، متمسّكا بالتنزيه المطلق المنصوص عليه في الكتاب الحكيم. كما هو مذهب السلف، ثم ضلّ بمخالطة الكرامية السجزيين، وإن قام ضدّ محمد بن كرام، لكن قيامه ضدّه كان في مسئلة الإيمان، لا في. مسئلة الصفات، بل هو ربما يكون أضلّ سبيلا منهم في مسئلة الصفات، نسأل الله السلامة. وبهذا النظر الأعوج، والبطر الأهوج، والعقل الواله، والفهم التائه يحاول في كتابه المذكور الردّ على أبي حنيفة =

<<  <  ج: ص:  >  >>