وحفظ القرآن وهو لم يبلغ الحنث، واشتغل بالعلم على أستاذ الزمان ملا مهته، والشيخ الناكوري، والشيخ برهان الدين السمهودي، ومولانا يد الله السوهي، وعلى غيرهم من العُلماء.
ومكث كذلك نحو خمس عشرة سنة، حتى برع في فنون عديدة، وفاق أقرانه في كثير منها.
ورحل إلى الحرمين الشريفين سنة أربع وأربعين وتسعمائة، فحجَّ، وزار، وأقام بها مدَّة.
وأخذ عن الشيخ أبي الحسن البكري، والشهاب أحمد بن حجر المكّي، والشيخ علي بن عراق، والشيخ جار الله بن فهد، والشيخ عبيد الله السرهندي، والسيّد عبد الله العيدروس، والشيخ برخوردار السندي.
ولازم الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، وأخذ عنه، ودكره في مبدء كتابه "مجمع البحار"، ورجع إلى "الهند"، وقصر همّته عن التدريس والتصنيف، وكان طريقه الاشتغال بعمل المداد إعانة لكتبة العلم بها.
قال الحضرمي في "النور السافر": إنه كان على قدم من الصلاح والورع والتبحّر في العلم، قال: وبرع في فنون عديدة، وفاق الأقران، حتى لم يعلم أن أحدا من علماء "كجرات" بلغ مبلغه في فنّ الحديث.
كذا قاله بعض مشايخنا، قال: وورث عن أبيه مالا جزيلا، فأنفقه على طلبة العلم الشريف، وكان يرسل إلى معلّم الصبيان، ويقول: أى صبي حسن ذكاؤه وجيد فهمه أرسله إليّ، فيرسل إليه.
= ومائتا ميل، وفيها ثلاث عشرة فرضة، أشهرها: "كنباية"، و "سومنات"، و"جونا كره"، و "سورت". وفي العصر الحاضر "بمبئي"، وفيها كور صغيرة، يسمّونها بأسماء أخرى، نحو "كوكن" أي: البلاد التي على ساحل البحر فيما بين "بمبئي" و "نياكاؤن"، ونحو "كاتهياوار" التي ينسب إليها الأفراس الحصان الجياد.