للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ رَحمَه الله ينظم الأبيات بعدة السّنة ولغات، فَمن نتائج طبعه الشريف بِلِسَان عَرَبِىّ لطيف، هَذَا الْكَلَام الَّذِي سلب الماء رقته، وغصب النَّحْل ريقته.

أرج الصِّبَا من جَانب العلياء … فغدا الْمعَاهد طيب الأرجاء

قد جاد بِالْعرْفِ الْجَمِيل على الورى … فتبادر الأرواح فِي الأحياء

فَكَأَن سلمى أرسلت من مُرْسل … وعقيصة من عنبر سَوْدَاء

أوْ حلت الأزرار من ديباجها … من حلَّة مسكية فيحاء

أوْ أشفقت ريح على أهل الجوى … تهدى إليهم عرفهَا لشفاء

في دَارهم لا دار شَرّ حولهَا … للعاشقين دَوَاء أَي دَوَاء

لَكِن من يهوى يَمُوت بحسرة … وبمحنة وبدمعة حَمْرَاء

هَل من سفير مُعرب فمعبر … عَن حَالَة الشَّخْص الضَّعِيف النائي

فمخبر بِلِسَان صدق نَاطِق … بصبابتي وبخلتي وولائي

وَبَان لي أرقا طَويلا منذما … سامرتها فِي لَيْلَة قَمْرَاء

أيْنَ السرى أهل الْهوى نَحْو الحْمي … فِي رمفقة من رفْقَة الْفُقَرَاء

إذ أسرعت معي القلوص بسيرها … مندوحة عَن مَوضِع وحداء

هبت هويا لَا يشق غبارها … وتلقت الأرياح بِالْبَيْدَاءِ

إذ مَا قَضَت عَن دلجة وطرا لَهَا … وأنختها بالخطة الخضراء

لما نجحت بستر بَاب جِئْته … حييتها بسكينة وحياء

من خيفة ردَّتْ بِجَانِب حَاجِب … فِي خُفْيَة عَن أعين الرقباء

أَلْقَت حَدِيثا جَوف ليل خافيا … عَنْهُم إلي بأجمل الإلقاء

يَا حبذا عمر الْفَتى فِي نيله … مَا قد رجا زَمنا بِحسن رَجَاء

لكنه آن لطيف زائل … متسارع فِي نقلة وفناءئ

كعمود دولاب يمر وينقضي … مر السَّحَاب وَشبه جري الماء

هَيْهَات هَيْهَات النجاح بِمرَّة … غير الَّتِي مرت من الإناء

<<  <  ج: ص:  >  >>