للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوقْ الْجبَال الراسيات طرائفي … وَمَعَ الأسود الضاريات مرائي

وبذ الزَّمَان بدا الأمور كَمَا ترى … بِالْعَكْسِ فِي الكرماء واللؤماء

وَالنَّاس قد نبذوا وَرَاء ظهروهم … غر الْوُجُوه وزمرة السُّعَدَاء

الأخرقون بقبة من عزة … وأولو النهى مبنوذة بعراء

أضحى اللبيب غيامه كظلامه … لَا يستبين وصبحه كمساء

وشؤونه شَتَّى بِربع دارس … فِي صيفه وربيعه وشتاء

ورمان بالكرة الزَّمَان ورميه … لَا فِيهِ زيغ رمية بِسَوَاء

وَبقيت فِي هَذَا الحضيض وشيمتي … فِي أوجها تعلو على الجوزاء

بمناط حد من مَكَارِم جمة … أورثتها عَن سادة الإساء

متسممون بعهدهم قنن الْعلَا … متوسمون بحلية الحنفاء

غُصْن كريم زَاد طُوبَى عرقه … من عرقه وأصوله الكرماء

يلقى النُّفُوس معطرا أنفاسها … ومروحا للروح والسوداء

لَا فِي اعْتِبَار للزمان وأهله … إلا كَمثل البقلة الحمقاء

فالآن فِي هَذَا الضئيل تحمل … مَا لا يُطيق لعدله أكفائي

خطبي عَظِيم صَاحِبي وقيتما … من كربَة فِي غربَة صماء

لَا يرتجى تَفْصِيله من قارض … أوْ كَاتب بالشعر والإنشاء

مَا كَانَ لي مَعَ سوء حَالي هَذِه … بَين الورى سمح من الرُّحَمَاء

لما رَأَوْا مني تحمل شدَّة … تبدو أبوا عني أشدّ إباء

فتقطع الأسباب فِي نيل المنى … عَن دابر إلا خَفِي نِدَاء

فدعاء فِي أزنيق طَابَ سكينه … بمشاهد النجباء وَالشُّهَدَاء

مستجمعا لشروطه بحيالها … مستشفعا عَن إكرام الشفعاء

جلى تحيات عَلَيْهِ جَمِيعهَا … حَتَّى الْقِيَامَة عدَّة الأشياء

متضرعا لله جلّ صِفَاته … وعلت لَهُ الحْسنى من الأسماء

رَبِّي خَزَائِن كل شَيْء عِنْده … آلاؤه جلن عَن الإحصاء

<<  <  ج: ص:  >  >>