ومراقبا لأجابه من عِنْده … سُبْحَانَهُ رَبِّي سميع ندائي
وَيَقُول فِي قصيدة ميمية:
وَكنت من اليجل الْجَمِيل خصالهم … أولئك أعلام الْعُلُوم عِظَام
وقد شيد أس الْعلم بَيْتا مُعظما … وَجل لَهُ سقف وَعز دعام
رفيع الْبَنَّا فَوق السَّمَاوَات منزلا … عَزِيز الْحمى عَن أن يكون يرام
وَقد سَاد من بَين الخليقة أهله … فهم سادة فِي الْعَالمين فخام
وودعت لذاتي على نيل نبلهم … وَقلت على ميل النُّفُوس سَلام
نجحت بحجب النَّفس عَن كل مطمع … بسؤلي هَذَا مَا عَليّ ملام
وفيهَا يَقُول:
كفاني كفاف النَّفس مَا أنا قَاصد … إلى دولة فِيهَا الأنام خصام
فَهَل هِيَ إلا نَحْو طيف لنا عس … وَهل هِيَ إلا مَا أراه مَنَام
فيا عجبا للمرء يعْقد قلبه … على شهوات ضرهن لزام
وَلله صعلوك قنوع بحظه … مَا مَعَه عِنْد اللئام لؤام
قناعته أغنته عَن كل حَاجَة … فَذَاك أمير وَالزَّمَان غُلَام
وَفِيه يَقُول:
وشأن الْفَتى لَا يسْتَقرّ بِحَالهِ … حوادث دهر مَا لَهُنَّ نظام
فَسَكِرَ وصحو عزة ومذلة … سرُور وغم صِحَة وسقام
لَا عوام ملك غَايَة وَنِهَايَة … وَأَيَّام عز آخر وَتَمام
وَعمْرَان ارْض عرضة لخرابها … ولذات عمرَان علمت سمام
فإن كنت مِمَّا قلت فِي شقّ رِيبَة … وعندك فِيهِ مرية وخصام
فسرو اعْتبر بالخاويات على الثرى … أفيها قعُود هَل ترى وَقيام
* * *