الصوري، وطائفة، وحدّث عنه عبد الوهاب الأنماطي، والحسين المقدسي، وآخرون، مولده بـ "دامغان" سنة ٣٩٨ هـ، وحصل المذهب على فقر شديد، وعنه أنه قال: تفقهت بـ "دامغان" على أبي صالح الفقيه، ثم قصدت "نيسابور"، فأقمت أربعة أشهر، صحبت أبا العلاء صاعد بن محمد قاضيها، ثم وردت "بغداد"، قال محمد بن عبد الملك الهمداني: فقرأ عليّ القدوري، ولازم الصيمري، ثم صار من الشهود، ثم ولي القضاء للقائم، فدام في القضاء ثلاثين سنة وشهرا، وكان أبو الطيب يقول: الدامغاني أعرف بمذهب الشافعي من كثير من أصحابنا، قال: وكان بهي الصورة، حسن المعاني في الدين والعلم والعقل والحلم، وكرم العشرة والمروة، له صدقات في السر، وكان مصنفا في العلم، وكان يورد في درسه من الملاعبات، والنوادر، نظير ما يورد الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نزهة، قلت: وكان ذا جلالة وحشمة وافرة إلى الغاية، ينظر بالقاضى أبي يوسف في زمانه، وفي أولاده أئمة، وقضاة، ولي قضاء القضاة بعد ابن ماكولا سنة سبع وأربعين وأربعمائة، وله خمسون سنة، ومات في رجب سنة ٤٧٨ هـ، ودفن بداره، ثم نقل ودفن بقبة أبي حنيفة، وفي "مرآة الجنان" في حوادث سنة ٤٧٨ هـ فيها توفي قاضى القضاة أبو عبد الله الدامغاني محمد بن علي الحنفي، تفقه بـ "خراسان"، ثم بـ "بغداد" على القدوري، وسمع من الصوري، وجماعة، كان نظير القاضي أبي يوسف في الجاه والحشمة والسؤدد. انتهى.