للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معيد درسه في البخاري، وأجازه إجازة عامة في شوال سنة اثنتين وستين وألف، وارتحل إلى "الرملة"، فأخذ بها الفقه عن شيخ الحنفية خير الدين الرملي.

ثم دخل "القدس"، وأخذ بها عن الفخر بن زكرياء المقدسي الحنفي السالف الذكر، وحج في سنة سبع وستين، وأخذ بـ "المدينة" عن الصفي القشاشي، وكتب له إجازة مؤرخة بعاشر المحرم سنة ثمان وستين.

وله مشايخ كثيرون، منهم: الشيخ منصور بن علي السطوحي نزيل "دمشق" والأستاذ القطب أيوب الخلوتي، والشيخ عبد الباقي الحنبلي، واشتغل عليه خلق كثير، وأخذوا عنه، وانتفعوا به.

أجلهم شيخنا الشيخ إسماعيل بن علي المدرس فقيه "الشام" الآن وأصحابنا الأجلاء الشيخ درويش الحلواني، والشيخ إسماعيل بن عبد الباقي الكاتب، والشيخ عثمان بن حسن بن هدايات، والشيخ عمر ابن مصطفى الوزان، وغيرهم. وحضرته أنا بحمد الله تعالى، وهو يقري "تنوير الأبصار" في داره، و"تفسير البيضاوي" في المدرسة التقوية، و"البخاري" في الجامع الأموي، وانتفعت به.

وكان في أول عمره فقير الحال جدا، فسافر إلى "الروم" في سنة ثلاث وسبعين، ونهض به حظه لإقبال الوزير الفاضل عليه، فولي المدرسة الجقمقية، ثم فرغ عنها، وطلب إفتاء "الشام"، فناله، وقدم إلى "دمشق" بحشمة باهرة، واستمر مفتيا خمس سنين، وكان متحريًا في أمر الفتيا غاية التحري، ولم يضبط عليه شيء خالف فيه القول المصحح.

ولما توفي الشمس محمد بن يحيى الخباز الشهير بالبطنيني انحلت عنه بقعة التحديث بجامع "دمشق"، فوجهت إليه، ودرس بها، وعلا صيته، واشتهر أمره، ثم سعى بعض حساده في كتابه ما هو عليه من الأنفة والخيلاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>