للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزادوا أشياء، وأرسلوا في ذلك كتبًا إلى جانب الدولة، فاستقر ذلك في عقول أصحاب الحل والعقد، واتفق أنه مات في غضون ذلك العلامة المنلا أبو بكر بن عبد الرحمن الكردي المقدم ذكره، وكان مدرس السليمية، فعرض فيها قاضي القضاة بـ "دمشق" المولى عبد الله بن محمد الطويل لنائبه شيخنا الهمام أحمد بن محمد المهمنداري، فوجهت السليمية لشيخنا صاحب الترجمة، ووجهت الفتيا لشيخنا المهمنداري، وأعطى درس التحديث عنه للشمس محمد بن محمد العيثي، وبقي على هذا نحو سنة.

ثم سافر إلى "الروم"، واجتمع بشيخ الإسلام يحيى المنقاري، وشكى إليه حاله، فوجه إليه قضاء قاره وعجلون على التأييد، وأعاد إليه بقعة التحديث، وكان الوزير الفاضل يومئذ في محاصرة "جزيرة كريت"، فتوجه إليه، فلما وصل استقبله وأكرمه، وفتحت مدينة "قندية"، وهو ثمة، فعينه الوزير لخطبة الفتح في الجامع الذي، وسم باسم السلطان محمد بن إبراهيم، وحصل له بذلك كمال الاشتهار، ووجه إليه قضاء "حماة"، فقدم إلى "دمشق"، ودرس مدة، ثم أشيع موته في "الروم"، فوجهت عنه المدرسة السليمية والقضاء، فبقى مدة صفر اليد، ثم لما مات السيد محمد بن كمال الدين بن حمزة نقيب الشام، وجهت إليه مدرسة التقوية.

ثم سافر إلى "الروم"، وأضاف إليها قضاء "صيدا"، ثم رجع إلى "دمشق"، وبقي يفيد، ويدرس إلى أن مات، وكان موته يوم الاثنين عاشر شوال سنة ثمان وثمانين وألف عن ثلاث وستين سنة، ودفن بمقبرة باب الصغير، واتفق له قبل موته أحوال تدل على حسن الختام له، منها إنه كان من حين ابتدأ درس "البخاري" في سنة موته يقرأ الفاتحة كل يوم في أول درسه وآخره، ويهديها للنبي صلى الله عليه وسلم فوافق أنها كانت ختام درسه، فإنه انتهى درسه في "البخاري" عند

<<  <  ج: ص:  >  >>