والده بيحيى، ثم بعد أيام قليلة سماه جدّه لأمه بمحمد لأمر اقتضى ذلك، وأقره على ذلك، ولما توفي والده كان عمره ثمان سنوات، فحفظ القرآن، وقرأ على جدّه لأمّه الشيخ محمد بن محمد الدكاني بمكتب السنانية، ثم اشتغل بعلم التجويد على الشيخ حسين بن أسكندر الرومي الحنفي، نزيل "كلاسة دمشق" صاحب التآليف وغيره من الشيوخ، لازمهم، وقرأ عليهم، وأخذ عنهم كالشيخ إسماعيل الحنفي الحائك، وهو أجلّهم، والشيخ أبي المواهب الحنبلي، والشيخ رمضان العطيفي، والشيخ عثمان القطان، والأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي، والشيخ يحيى الشاوي المغربي، والشيخ حسن العجيمي المكي، والشيخ أحمد النخلي المكي، والشيخ علي الشبلي المكي، والشيخ حسن ابن الشيخ حسن الشرنبلالي، صاحب التآليف، والشيخ خير الدين الرملي، والشيخ محمد الدكدكجي، والشيخ الأستاذ العارف زين العابدين الصديقى المصري حين قدم "دمشق" وغيرهم، وتفوق بالعلوم، وأحرز قصبات السبق.
وألّف، وحرّر، فمن تآليفه: حاشيته على "الأشباه والنظائر" في الفقه الحنفي، وكان شيخه الحائك قد شرع في تآليفه، ولم يكملها، فبعد وفاته أتمها هو، وله شرح على "الآجرومية" في العربية، سماه "الدرة البهية على مقدمة الآجرومية"، وإعراب على ألفاظها، سماه "الأنوار المضية في إعراب ألفاظ الآجرومية"، وكان قبل ذلك نظمها في أبيات تنوف على مائتي بيت وسبعين بيتًا، سماها "غرر النجوم في نظم ألفاظ ابن آجروم"، وله مقدمة في القراءة، سماها "بغية المستفيد في أحكام التجويد"، وله "العرف الندى في تخميس لأمية ابن الوردي"، وله غير ذلك من التحريرات المفيدة، والتقريرات السديدة، كما هو محرّر في "ثبته"، المسمّى بـ "إضاءة النور اللامع فيما اتصل من أحاديث النبي الشافع"، وكان مرة في مكتب السنانية، وعنده الشيخ رجب الحريري