من كان فيه ثلاث حاز مرتبة … أعني حلاوة إيمان فلم يضم
حلم يردّ به جهل الذين خلوا … من سالف العصر عن علم وعن حكم
ومن له ورع قد صار مانعه … عن المحارم فاحذر زلة القدم
ومن له خلق قد زانه حسن … أضحى يداري به الإنسان فافتهم
فاجمع خصالا غدت للمجد جامعة … من نالها يحظ بالإجلال والنعم
عقد في الأبيات أيضًا قول الآخر: من كان فيه ثلاث وجد حلاوة الإيمان علم يرد به جهل الجهال، وورع يمنع به عن المحارم، وخلق حسن يداري به الناس، وله مشطرًا:
ولدتك أمك باكيًا مستصرخًا … رغمًا عليك على القضاء صبورا
لم تدر ما الدنيا ولا نكباتها … والناس حولك ضاحكون سرورا
فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا … راجين من كرم الإله أجورا
فعسى ترى إن هم بكوا وتحلقوا … من حول قبرك ضاحكًا مسرورا
وله مشطرًا:
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب … رجاء بأن تمحي ذنوبي العظائم
فاعفو عن الجاني عليّ بظلمه … وإن كثرت منه عليّ جرائم
وما الناس إلا واحد من ثلاثة … بذا قد قضى بين البرية حاكم
مراتبها أعلى وأدنى ومشبه … شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره … هو الماجد الحبر الذي لا يقاصم
فأقفوه في أقواله واجتهاده … وأتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا … أقابله بالإغضا لأني مسلم
وإن رام إكرامًا وأبدى اعتذاره … تفضلت إن الفضل بالخير لازم
وله مشطرًا:
المرء محتاج إلى خمسة … يرقى بها في الناس أوج الكمال
فجدّ في تحصيلها إنه … ما حازها إلا فحول الرجال