للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من كان فيه ثلاث حاز مرتبة … أعني حلاوة إيمان فلم يضم

حلم يردّ به جهل الذين خلوا … من سالف العصر عن علم وعن حكم

ومن له ورع قد صار مانعه … عن المحارم فاحذر زلة القدم

ومن له خلق قد زانه حسن … أضحى يداري به الإنسان فافتهم

فاجمع خصالا غدت للمجد جامعة … من نالها يحظ بالإجلال والنعم

عقد في الأبيات أيضًا قول الآخر: من كان فيه ثلاث وجد حلاوة الإيمان علم يرد به جهل الجهال، وورع يمنع به عن المحارم، وخلق حسن يداري به الناس، وله مشطرًا:

ولدتك أمك باكيًا مستصرخًا … رغمًا عليك على القضاء صبورا

لم تدر ما الدنيا ولا نكباتها … والناس حولك ضاحكون سرورا

فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا … راجين من كرم الإله أجورا

فعسى ترى إن هم بكوا وتحلقوا … من حول قبرك ضاحكًا مسرورا

وله مشطرًا:

سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب … رجاء بأن تمحي ذنوبي العظائم

فاعفو عن الجاني عليّ بظلمه … وإن كثرت منه عليّ جرائم

وما الناس إلا واحد من ثلاثة … بذا قد قضى بين البرية حاكم

مراتبها أعلى وأدنى ومشبه … شريف ومشروف ومثل مقاوم

فأما الذي فوقي فأعرف قدره … هو الماجد الحبر الذي لا يقاصم

فأقفوه في أقواله واجتهاده … وأتبع فيه الحق والحق لازم

وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا … أقابله بالإغضا لأني مسلم

وإن رام إكرامًا وأبدى اعتذاره … تفضلت إن الفضل بالخير لازم

وله مشطرًا:

المرء محتاج إلى خمسة … يرقى بها في الناس أوج الكمال

فجدّ في تحصيلها إنه … ما حازها إلا فحول الرجال

<<  <  ج: ص:  >  >>